ممنوع الوقوف - نبأ العرب

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ممنوع الوقوف - نبأ العرب, اليوم الاثنين 25 نوفمبر 2024 01:57 صباحاً

خلق الله الكون، وجعله في حركة دائمة، فالقمر يدور حول الأرض، والأرض تدور حول نفسها وحول الشمس، والشمس تدور مع مجموعتها، وكل الأفلاك في تحرك دائم بلا توقف، في دقة وإتقان، من إبداع خالق عظيم جل شأنه، قال تعالى (لَا ٱلشَّمۡسُ يَنۢبَغِي لَهَآ أَن تُدۡرِكَ ٱلۡقَمَرَ وَلَا ٱلَّيۡلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِۚ وَكُلّٞ فِي فَلَكٖ يَسۡبَحُونَ) يس [40].

فالحركة سنة كونية قدرها الله على مخلوقاته، وهذا ما كتبه الله على بني البشر، فالإنسان يأتي إلى الدنيا طفلا، ثم يصبح شابا، ثم يشيخ...، فأنت اليوم لست كما كنت بالأمس، ولن تكون كما أنت غدا، فالعمر يتقدم، والأيام تمضي سريعا.

والمتأمل في أحوال بعض الشباب، نجده قد تخرج من الثانوية أو الجامعة، وينتظر قبولا في وظيفة، أو في دراسة جامعية، أو أي مجال آخر، وقد يطول هذا الانتظار إلى سنوات، راضٍ بمصروفه الذي يأخذه من ذويه، وماكثٌ في منزله، ملازم لجواله، منكبًا على وسائل التواصل الاجتماعية، فلا يدرس ولا يعمل ولا يصنع أي شيء!

عذره في ذلك: أنه ينتظر ما يناسب إمكاناته، سواء دراسة في تخصص معين، أو وظيفة تناسبه، وأن المعروض أمامه لا يلبي احتياجاته، فهو ينتظر الفرصة تأتي إلى حده، وإن لم تأته فلن يعمل شيئا، وسيبقى في مكانه، مستسلما للبطالة، مُـمْتَطِـيه الكسل، ساخطا على المجتمع، وعلى حظه السيئ، مهدرا طاقاته، مضيعا زمن قوته، وزهرة شبابه.

إنه طاقة معطلة، ورأس مال مهدر، فيجد أقرانه قد سبقوه، ومن هم أصغر منه سنا ساووا مناكبهم بمنكبيه، وقد يسبقوه مع الأيام، وينظر إليهم من تحت، وقد علوا عنه، وارتفعوا.

من المقبول انتظار بعض الوقت لفتح باب قبول في الجامعات، أو موعد تقديم في بعض الوظائف، وحتى في وقت الانتظار القريب، فلا ينبغي أن يمر - أخي الشاب - دون أن تضيف لنفسك شيئا؛ كاكتساب لغة، أو مهارة أو علم، والالتحاق ببرامج إثرائية أو تدريبية تزيد من معارفك ومهاراتك، وتزيد شخصيتك قوة، وتعطي لعلمك تمكنا.

ولكن من غير المقبول والمعقول أن يطول هذا الوقت دون أن تقدم على خطوة واحدة - على الأقل - للأمام! فلا تدرس ولا تعمل!

فلا بد أن تعمل سواء في وظيفة أو في تجارة أو في عمل خاص، وإن لم يناسب مؤهلاتك، ولا يحقق طموحك، ولكن لا تبق جامدا ساكنا، والكون كله يتحرك حولك، ويتقدم، إن الزمن لا ينتظرك، والدنيا لن تقف من أجلك.

إن التحاقك بالعمل سيفتح لك أبوابا جديدة في وظائف أعلى بإذن الله، وسيعرفك على سوق العمل، وعلى أناس ومجتمعات مختلفة، وثقافات متغايرة، وسيكسبك معارف ومهارات جديدة، وسيصقل شخصيتك، ويقوي مهاراتك.

حياة العمل تختلف كثيرا عن حياة الدراسة؛ فستجد فيها الوفاء العالي يجاور تغليب المصلحة على المبادئ، والمنافسة الشريفة بجانب الخبث فيها، والأمانة والصدق تتعامل مع الغش والخداع، والمروءة والشهامة مقابل الخسة والنذالة! وينبغي عليك أن تتعامل مع كل هذه الأصناف، وتعرف كيف تغنم من صالحها، وتحذر من طالحها.

كل من تبوؤوا مناصب عليا، أو صاروا أصحاب تجارة كبيرة، لم يكن عملهم اليوم مثل عملهم الذي بدؤوا فيه من سنين، فتطوروا وارتقوا، حتى وصلوا إلى ما هم عليه اليوم.

قبل النقطة: الحياة لا تقبل الوقوف، فدائما خذ خطوة للأمام، ولا تقف، ففي هذه الحياة: ممنوع الوقوف.

Mabosaad@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق