التقى نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق مالك عقار إير، في مكتبه ببورتسودان اليوم، المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيريلو.

وأعرب عقار عن تقديره للزيارة التي وصفها بـ"المتأخرة"، مشيدًا بالمجهودات التي بذلها بيريلو من خلال الاجتماعات والمؤتمرات التي عقدها في عدد من الدول بهدف المساهمة في حل الأزمة السودانية.

وأكد عقار أن العلاقات بين السودان والولايات المتحدة مرت بفترات متباينة من التوتر والتعاون، مشيرًا إلى تطلع السودان لبناء علاقات متوازنة تقوم على الاحترام المتبادل وتتماشى مع مصالح الشعب السوداني.

واعتبر عقار أن زيارة المبعوث الأمريكي من داخل الأراضي السودانية، وليس عبر مطارات خارجية أو مكالمات هاتفية، تعد بداية مشجعة لتعزيز التعاون بين البلدين بما يخدم مصالحهما المشتركة.

وتطرق عقار خلال الاجتماع إلى أن الأزمة الحالية في السودان هي "نتاج تدخلات أياد سودانية بدعم ومباركة من الولايات المتحدة وأوروبا، بالإضافة إلى دعم مالي من الإمارات"، ودعا الولايات المتحدة، في حال كانت جادة في إنهاء الصراع، إلى الضغط على الإمارات لوقف دعم مليشيا دقلو، مؤكدًا أنه لا يمكن تحقيق ديمقراطية واستقرار في المنطقة بوجود مليشيات الدعم السريع.

اتفاق جديد من قبل الحكومة السودانية 

كما ناقش الاجتماع اتفاق جدة الذي تم التوصل إليه بوساطة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، مؤكداً أن الحكومة السودانية تنظر إليه كاتفاق جيد، لكنه يفتقر إلى آليات تنفيذ فعالة، داعيًا إلى استمرار المناقشات بين القيادتين السودانية والأمريكية لتعزيز جهود السلام.

وفي ظل استمرار القتال وعدم وجود حل سياسي يلوح في الأفق، يخشى المراقبون من أن الحرب في السودان قد تستمر لفترة طويلة، مما يزيد من معاناة المدنيين ويهدد استقرار المنطقة بأسرها.

ومع تعقيد المشهد السياسي وتداخل المصالح الإقليمية والدولية، قد يكون الطريق إلى السلام محفوفًا بالعقبات.

ومع تصاعد الضغوط الدولية، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن الفرقاء السودانيون من تجاوز خلافاتهم والوصول إلى حل سياسي ينقذ البلاد من الانهيار التام، أم أن السودان سيظل عالقًا في دوامة الصراع التي لا تنتهي؟