نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وحدة السودان وسلامة أراضيه - نبأ العرب, اليوم الأحد 17 نوفمبر 2024 07:51 مساءً
صدق الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، فى تصريحاته البالغة الأهمية التى كان يتحدث فيها عن السودان، عندما قال إن مصر حريصة جدًا على الانخراط بفاعلية فى مختلف الجهود الإقليمية والدولية الرامية لوقف إطلاق النار فى الأراضى السودانية، وتحقيق تسوية شاملة فى السودان الشقيق، ورفع المعاناة عن الشعب السودانى، لأن الهدف الأساسى للتحرك المصرى هو صون مصالح السودان، والحفاظ على سيادته، ووحدة وسلامة أراضيه.
والحقيقة أن مصر تلعب دورًا محوريًا فى محاولات وقف إطلاق النار فى السودان، فمنذ اندلاع الصراع سعت القاهرة جاهدة إلى تهدئة الأوضاع وإيجاد حل سياسى للأزمة، وقد اتخذت مصر العديد من المبادرات الدبلوماسية، واستضافت العديد من الجولات التفاوضية بين الأطراف السودانية.
كما قدمت مصر مساعدات إنسانية كبيرة للشعب السودانى الشقيق، واستقبلت أعدادًا كبيرة من اللاجئين الفارين من الحرب، وتؤكد باستمرار أهمية الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه، وتدعو جميع الأطراف إلى الحوار والتفاهم من أجل تحقيق السلام والاستقرار فى السودان.
وتعتبر مصر، بفضل موقعها الجغرافى وعلاقاتها التاريخية الوثيقة مع السودان، اللاعب الأساسى فى محاولات إيجاد حل للأزمة السودانية المستمرة. ومنذ اندلاع الصراع، سعت القاهرة بكل قوة لوقف إطلاق النار وتحقيق تسوية سياسية شاملة، وذلك انطلاقًا من إيمانها الراسخ بأهمية وحدة السودان واستقراره. وقد تجسد هذا الدور المحورى فى سلسلة من المبادرات الدبلوماسية والجهود الإنسانية التى تبنتها مصر، ومنها أنها بادرت إلى عقد العديد من الجولات التفاوضية بين الأطراف السودانية المتصارعة، حيث استضافت العديد من اللقاءات والمشاورات بهدف تقريب وجهات النظر وإيجاد أرضية مشتركة للحوار، وقد لعبت هذه الجولات دورًا حيويًا فى تخفيف حدة التوتر وفتح آفاق للحل السلمى.
كما قدمت القاهرة مساعدات إنسانية ضخمة للشعب السودانى الشقيق، حيث تمثل هذه المساعدات شريان حياة للمتضررين من الحرب، وتسهم فى تخفيف معاناتهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية من غذاء ودواء ومأوى. كما فتحت أبوابها لاستقبال اللاجئين السودانيين، مقدمة لهم الرعاية الصحية والتعليمية والإنسانية.
وقد أطلقت مصر مبادرات سياسية شاملة تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للأزمة السودانية، وذلك من خلال الدعوة إلى الحوار الشامل بين جميع القوى السياسية السودانية، وإشراك المجتمع المدنى فى عملية صنع القرار.
كما دعت إلى ضرورة احترام الدستور السودانى والقانون الدولى، وتشكيل حكومة انتقالية تتولى إدارة المرحلة الانتقالية وإعداد البلاد للانتخابات. ولعبت دورًا مهمًا فى تعزيز التضامن الإقليمى والدولى حول القضية السودانية، حيث قامت بتنسيق الجهود مع الدول الإفريقية والجهات الدولية الفاعلة، وذلك بهدف الضغط على الأطراف السودانية لوقف العنف والجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وأكدت مصر أهمية الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه، ورفضت أى محاولات للتدخل فى الشئون الداخلية السودانية. كما دعت إلى ضرورة الحفاظ على المؤسسات السودانية، ومنع انهيار الدولة. وفى هذا الشأن، قدمت مصر رؤيتها لحل الأزمة السودانية، التى تقوم على أساس تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، وبناء دولة مدنية ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان والحريات العامة، ولم تدخر جهدًا فى دعم جهود الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى لحل الأزمة السودانية، حيث قدمت كل الدعم اللوجستى فى هذا الإطار.
والمعروف أن الأزمة السودانية قضية ذات أهمية قصوى لمصر، مما دفعها لتبنى مبادرات متعددة لحلها، وترجع أهمية هذه القضية إلى عدة عوامل، أبرزها: العلاقات التاريخية الوثيقة التى تربط البلدين الشقيقين، التى تشكل عمقًا استراتيجيًا لمصر، كما أن الأمن القومى المصرى مرتبط بشكل مباشر بالأمن والاستقرار فى السودان، حيث إن أى اضطرابات فى السودان من شأنها أن تؤثر سلبًا على الأمن على الحدود المشتركة بين البلدين.
كما أن مصر والسودان يشتركان فى العديد من القضايا المشتركة، مثل قضية مياه النيل، مما يجعل التعاون بينهما ضرورة ملحة، علاوة على ذلك فإن مصر تسعى إلى تعزيز دورها القيادى فى المنطقة، وتحقيق السلام والاستقرار فى السودان يعزز هذا الدور. ونزيد على ذلك أن مصر لديها مسئولية أخلاقية تجاه الشعب السودانى الشقيق، وتسعى إلى تقديم كل الدعم الممكن لمساعدته فى تجاوز هذه الأزمة.
0 تعليق