تميّز مستحق لهدية الحاج والمعتمر - نبأ العرب

حينما أقر مجلس مكة المكرمة الثقافي في شهر ذي الحجة عام 1429هـ إنشاء جائزة سنوية ينظمها ويشرف عليها الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس المجلس، باسم «جائزة مكة المكرمة للتميز»، بهدف "تشجيع العمل المميز وتأصيل المبادئ الإسلامية في آداب المهن وإتقان العمل، وإظهار الإبداع الحضاري لإنسان منطقة مكة المكرمة"، و"تشجيع توظيف التقنيات الحديثة في التطوير، والارتقاء بمستوى الأداء والجودة، وتنمية وتطوير الموارد البشرية بالمنطقة"، أخذت القطاعات الحكومية والأهلية العمل على تطوير خدماتها وتحسين أدائها، للظفر بالفوز بإحدى أفرع الجائزة.

فحصدت وزارة الشؤون البلدية والقروية - آنذاك - وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان - حاليا - جائزة التميز في خدمات الحج والعمرة، في أول عام لانطلاق الجائزة 2009م (1430هـ).

واليوم وفي الدورة السادسة عشرة تأتي جمعية هدية الحاج والمعتمر لتحصد جائزة التميز بالخدمات المتعلقة بالحج والعمرة، بعد أن قدمت على مدى سنوات خدماتها لأكثر من 100 مليون حاج ومعتمر وزائر منذ تأسيسها حتى نهاية عام 1445هـ، من خلال أكثر من 200 مليون خدمة قدمتها، ولعبت دورا في "إثراء تجربة ضيف الرحمن برسائل توعوية وإرشادية، إضافة لبرنامج الضيافة السعودية "الذي يعني بضيافة الوفود واستقبالهم في مكاتب الجمعية وتقديم القهوة السعودية والضيافة العربية الأصيلة لهم، وخدمة الراحة على كراسي المساج وصورة وذكرى"، كما عمل برنامج العناية "على العناية بضيف الرحمن وتقديم خدمات ومنتجات جديدة وابتكارية تسعى من خلالها إلى التسهيل في أداء المناسك ورعاية الأطفال التائهين وزيارة المرضى وتحفيز العاملين في الخدمة"، كما عملت على حث الشباب والفتيات على الأعمال الخيرية من خلال برنامج التطوع الذي يمثل أحد أهم الركائز في الجمعية.

ولم تحصر دورها في برامج خدمات الحجاج والمعتمرين وحدهم، فقد لعبت دورا آخر في المشاركة المجتمعية من خلال إقامتها للعديد من المعارض، ولعل أبرزها معرض القمة الذي نظمته عام 2020 بالمركز الحضري التابع لأمانة العاصمة المقدسة تحت شعار (موطني موطن القمم)، والذي جاء تزامنا مع مناسبة ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية التسعين على يد المغفور له بإذن الله الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.

أبرز المعرض سبع محطات رئيسية حوت كل منها معالم تحكي قصة بناء هذا الوطن والمحافظة على مكتسباته، ففي قاعة القمم الجبلية، يرى الزائر لوحات لقمم موجودة في مناطق المملكة الثلاث عشرة، وتقف قمة "جبل طويق" بصلابتها وقوتها في قلب إقليم اليمامة وإقليم نجد بارتفاعها 1196م عن سطح البحر، وتأتي قمة "جبل اللوز" بمنطقة تبوك مكسوة ببياض الثلج في الشتاء، وبالقرب منها قمة "جبل أم وعال" في منطقة الحدود الشمالية، ومن منطقة لأخرى نرى قمما شامخة بشموخ الوطن وجماله.

وقمم أخرى بمكة المكرمة كانت غائبة عنا، ومنها قمة "جبل النسوة" الواقعة في الجزء الشمالي من جبل ثور، والتي كان يقال إنها قمة "جبل المسخوطه"، وقمة "ثبير الزنج" المعروف اليوم ب "جبل عمر"، وعرفنا المعرض على قصة تسمية "جبل السبع بنات"، التي كانت غائبة عنا، ومنها أن التسمية جاءت "لوجود غصن من البان عليه، وقيل لأن أسرة مكونة من سبع بنات أقامت فيه فنسب الجبل إليها، وقيل إن رجلا سكنه وله سبع بنات فلما مات حملن نعشه ونزلن به".

كما أدخلنا المعرض إلى نفق التاريخ والذي يجسد حال الجزيرة العربية قبل تأسيس المملكة العربية السعودية، ثم قاعة العرض التي تمثل شواهد حية لقمم سعودية بارزة بكل المجالات التعليمية، والصناعية، والزراعية، والاقتصادية، فمن قطار الحرمين بمنطقة مكة المكرمة إلى حديقة الملك سلمان بعاصمة العرب، وغيرها من الأعمال التي نفخر بها لدورها في إيصالنا للقمة.

كما تناول جوانب جميلة من أروقة مكة التاريخية قبل 100 عام عبر المتحف المصغر الذي أوضح كيف كنا وكيف أصبحنا.

خلاصة القول إن حصد «جمعية هدية الحاج والمعتمر» لجائزة مكة للتميز المتعلقة بخدمات الحج والعمرة، جاءت استحقاقا لعطائها وخدماتها للحجاج والمعتمرين والمجتمع.