التسامح قوة.. تُبني بها المجتمعات المستدامة - نبأ العرب

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التسامح قوة.. تُبني بها المجتمعات المستدامة - نبأ العرب, اليوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 12:18 صباحاً

يُعد اليوم العالمي للتسامح، الذي يُحتفل به في 16 نوفمبر من كل عام، فرصة للتفكير في واحدة من أسمى القيم الإنسانية التي تسهم في بناء مجتمعات متماسكة ومتعايشة.

فالتسامح ليس مجرد كلمة تُذكر في خطب الاحتفالات والمناسبات، بل هو فلسفة حياة وقيمة أساسية يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع.

التسامح هو القوة التي تقاوم الكراهية والعنف، فعندما نتبنى التسامح، نصبح قادرين على تجاوز خلافاتنا وتعزيز السلام والاستقرار.

إن تطبيق قيم التسامح في حياتنا اليومية يعني أن نتقبل الآخرين كما هم، بغض النظر عن اختلافاتهم الثقافية أو الدينية أو العرقية.

والتسامح يسهم بشكل كبير في تحقيق التنمية المستدامة، حيث لا يمكن لأي مجتمع أن يزدهر في ظل النزاعات والكراهية.

عندما نعيش في مجتمع متسامح، نكون قادرين على تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، مما يسهم في تحسين جودة الحياة للجميع.

رؤية المملكة 2030 تأتي لتؤكد أهمية التسامح في بناء مستقبل مشرق ومستدام.

فهي تهدف إلى بناء مجتمع حيوي يتبنى قيم التسامح والاعتدال، مما يسهم في تعزيز السلام والاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة.

وتتبنى المملكة العربية السعودية مجموعة من المبادرات والاستراتيجيات التي تهدف إلى تعزيز هذه القيمة الجوهرية، فرؤية 2030 تسعى إلى تحويل المملكة إلى نموذج رائد على مختلف الأصعدة، بما في ذلك بناء مجتمع حيوي يمكن فيه لجميع الأفراد العيش بسلام وتفاهم.

ومن هنا، يأتي دور التسامح كعنصر أساسي في تحقيق هذه الرؤية. وتعزز رؤية 2030 من أهمية التسامح من خلال محاورها الثلاثة: مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، ووطن طموح.

ففي المحور الأول، تركز الرؤية على تعزيز القيم الإسلامية السمحة ونشر ثقافة التعايش والتسامح بين أفراد المجتمع، وهذا يعكس التزام المملكة بالقيم الإنسانية التي تحث على التفاهم واحترام الآخر، بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية أو الدينية.

وتلعب الوزارات المختلفة دوراً حاسماً في تنفيذ هذا الالتزام وتعزيزه على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال، وزارة التعليم تقوم بدمج قيم التسامح في المناهج الدراسية، لتربية الأجيال الناشئة على قبول واحترام التنوع؛ من خلال البرامج التعليمية والأنشطة اللاصفية، حيث يتم تعريف الطلاب بأهمية التسامح وضرورة التعايش السلمي بين الجميع. كما تنظم الوزارة حملات توعوية وورش عمل لتعزيز هذه القيم بين الطلاب والمعلمين.

من جهة أخرى، تعمل وزارة الثقافة على نشر قيم التسامح من خلال الفعاليات الثقافية والمهرجانات التي تجمع بين مختلف الثقافات والأديان.

وتسهم هذه الفعاليات في تعزيز الحوار بين الثقافات وتقريب وجهات النظر، مما يسهم في بناء مجتمع متسامح ومتنوع.

كما تدعم الوزارة المبادرات الثقافية التي تهدف إلى تعزيز التسامح والتفاهم بين مختلف فئات المجتمع.

كما تلعب وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد دورًا مهمًا في نشر قيم التسامح والتعايش السلمي، حيث تقوم الوزارة بتنظيم برامج ودورات تدريبية للأئمة والخطباء لتوجيه خطبهم نحو تعزيز التسامح والوسطية.

كما تعمل الوزارة أيضًا على تعزيز الحوار بين الأديان، مما يسهم في نشر رسالة السلام والتفاهم على نطاق أوسع.

وفي السياق الاجتماعي، تعمل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على تعزيز التسامح من خلال البرامج الاجتماعية التي تستهدف الفئات المختلفة من المجتمع، حيث تسعى الوزارة إلى تقديم الدعم والخدمات التي تساعد على دمج جميع الفئات في المجتمع، بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا يساهم في بناء مجتمع متسامح وشامل يمكن للجميع فيه العيش بكرامة واحترام.

كما يلعب المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي دورًا كبيرًا في تعزيز قيم التسامح والتعايش في المجتمع، من خلال المبادرات والمشاريع المختلفة، ويسعى هذا القطاع إلى بناء جسور التفاهم والتعاون بين مختلف فئات المجتمع.

بالتوازي مع هذه الجهود، تدعم رؤية 2030 الابتكار في مجال التسامح من خلال تشجيع الأبحاث والدراسات التي تركز على التفاهم الثقافي والتعايش السلمي، حيث تقوم المؤسسات البحثية والجامعات بإجراء دراسات تهدف إلى فهم أفضل للتحديات التي تواجه التعايش والتسامح في المجتمع، وتقديم حلول مبتكرة لتعزيز هذه القيم.

بالإضافة إلى ذلك، تلعب وسائل الإعلام دورًا حيويًا في نشر قيم التسامح والتفاهم من خلال البرامج التلفزيونية والإذاعية والمقالات الصحفية.

وتساهم وسائل الإعلام في تعزيز الوعي بأهمية التسامح وتقديم نماذج إيجابية للتعايش السلمي بين مختلف فئات المجتمع.

ويمكن القول إن التسامح ضرورة لتحقيق رؤية المملكة 2030، فمن خلال الجهود المشتركة للوزارات والمؤسسات المختلفة، تسعى المملكة إلى بناء مجتمع متماسك يمكن فيه لجميع الأفراد العيش بسلام وتفاهم واحترام متبادل مما يسهم في تحسين جودة الحياة للجميع، وهذا الالتزام بالتسامح يعكس رؤية المملكة الطموحة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً للجميع.

في نهاية المطاف إن الالتزام بقيمة التسامح يعكس نضجنا وقدرتنا على التعايش مع الاختلافات، ويعزز من قدرتنا على بناء عالم أفضل لأجيال المستقبل.

التسامح هو المفتاح لتحسين نوعية حياتنا اليومية.

عندما نتبنى قيم التسامح، نصبح قادرين على تجاوز الخلافات اليومية ونعيش في بيئة أكثر هدوءًا وسلامًا.

التسامح يعزز من العلاقات الإنسانية ويقلل من التوترات والصراعات.

الخلاصة التسامح ليس مجرد احتفال سنوي، بل هو قيمة يجب أن نعيشها في كل يوم من حياتنا، فهو المفتاح لبناء مجتمع متماسك ومزدهر، ويسهم في تحقيق السلام والتنمية المستدامة.

ويجب أن نتذكر دائمًا أن التسامح هو جسر يربط بين القلوب والأفكار، ويعزز من الروابط الإنسانية.

فدعونا نعمل معًا لبناء عالم يقوم على الاحترام والتفاهم، حيث يمكن للجميع العيش بسلام وأمان.

وتذكر دائمًا أن التسامح يبدأ منك ومني. فلنكن قدوة وننشر هذه القيم النبيلة في كل ما نقوم به.

ومضة: " إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه". الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

أخبار ذات صلة

0 تعليق