نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لا فرق بين ديمقراطيين وجمهوريين - نبأ العرب, اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024 07:24 مساءً
الخميس 14/نوفمبر/2024 - 07:17 م 11/14/2024 7:17:06 PM
أستغرب شديد الغرابة من الذين يعولون كثيرًا على الولاية الجديدة للرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب. من المؤسف أن الذين يراهنون على ترامب فى وقف الحرب الإسرائيلية البشعة على غزة ولبنان واهمون كثيرًا جدًا. فالإدارة الأمريكية سواء كانت فى أيدى الديمقراطيين أو الجمهوريين لا تتغير على الإطلاق فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط والإقليم الذى نحيا فيه، فكل الذين يستبشرون خيرًا بوجود هذا الترامب لوقف الحرب الإسرائيلية ووقف الآلة العسكرية التى دمرت غزة وتتجه أنظارها حاليًا إلى الضفة الغربية لا يدركون حقيقة الأمر.
وكما قلت مرارًا وتكرارًا إن الولايات المتحدة الأمريكية قد وجدت ضالتها الضائعة فى إسرائيل، لتنفيذ كل مخططاتها الشيطانية بشأن منطقة الشرق الأوسط. وتم استبدال الجماعات الإرهابية بجماعة إرهابية أشد على شكل دولة نظامية وهى إسرائيل، لتقوم بأداء هذا الدور، وبالتالى لا نتعشم خيرًا على الإطلاق فى ولاية ترامب الجديدة، ولا من سيخلف ترامب أيضًا مستقبلًا، لأن الهدف الرئيسى هو إعادة تقسيم المنطقة من جديد، وسقوطها تمامًا كما سقطت الدول المجاورة التى لم تقم لها قائمة حتى كتابة هذه السطور. وليست ليبيا ولا السودان ولا سوريا ولا العراق ولا اليمن ببعيدة عنا. فرغم كل هذه الظروف إلا أنها ما زالت تعانى وتواجه تحديات خطيرة تنذر بمزيد من الكوارث على المنطقة.
والحقيقة المُرة التى يجب أن تدركها شعوب المنطقة العربية كاملة هى أن ما يحدث حاليًا هو استمرار لما حدث من قبل فى ٢٠١١ وحتى الآن، وأن الهدف الرئيسى والتحدى الأكبر لكل المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة هو مصر التى تستعصى عليهم بفضل قيادتها الرشيدة وبفضل رجاحة شعبها الذى يعلم تمامًا مدى هذا التحدى الشديد الذى تواجهه البلاد. وبالتالى فإن كل الذين يعولون على أمريكا فى ثوبها الجديد فى ظل وجود ترامب مخطئون، فلن يتغير هدف الإدارة الأمريكية سواء بترامب أو بغيره، وبالتالى فإننا يجب أن نأخذ كل الحذر وألا نركن إلى الدعوات التى تشيعها الصهيونية الأمريكية بأن الأوضاع الجديدة فى وجود ترامب ستختلف عن سابقه بايدن..
الهدف الأمريكى واضح وهو ضعف الشرق الأوسط والاستيلاء على ثرواته وأمواله بكل السبل والطرق، وإلا ما تفسير التصريحات الإسرائيلية التى صدرت مؤخرًا بعد الإبادة والتدمير الذى حدث فى غزة والاتجاه نحو الجنوب اللبنانى، والأنظار الآن تتجه إلى الضفة الغربية؟.. الأمر يعنى أن هناك هدفًا صهيونيًا واضحًا وصريحًا وهو أولًا: تصفية القضية الفلسطينية، كما حدث فى الأندلس قديمًا التى كانت تضم إسبانيا والبرتغال وجزءًا من فرنسا. ثانيًا: إصابة العرب بغُصّة شديدة وهم يرون القضية الفلسطينية تأخذ شكل التصفية العلنية فى مزاد دولى حقير. ولولا أن الموقف المصرى الواضح والصريح الذى لا يتغير ولا يتبدل لانتهت القضية إلى الأبد، وبالتالى فإن كل هذه التحديات التى تواجهها مصر فى هذا الشأن لا بد أن تجبر الأمة العربية جمعاء على أن تلتف حول القاهرة فى كل أفعالها وتصرفاتها من أجل الحفاظ على المنطقة آمنة مطمئنة مستقرة ومنعًا لتصفية القضية الفلسطينية. وكذلك منعًا لالتفاف المجتمع الدولى وعلى رأسه أمريكا لتنفيذ المخطط الشيطانى الذى يهدف إلى تقسيم المنطقة العربية بشكل واضح وظاهر. والبؤرة الملتهبة التى تعيش فى وسطها مصر حاليًا تؤكد هذا المعنى بوضوح وجلاء شديد. إن دور مصر فى هذا الشأن هو حيوى ومحورى ورئيسى، وأعتقد أن كل دول المنطقة تدرك قيمة هذا الموقف المصرى الصلب الذى لا يتغير ولا يتبدل من أجل الحفاظ على المنطقة وعدم تقسيم الدول العربية إلى دويلات أشبه بدول الطوائف فيما مضى من الزمان. وبالتالى لا بد على جميع الدول العربية بلا استثناء الالتفاف حول مصر وموقفها الثابت الذى يعلنه يوميًا الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كل المحافل الدولية وهو ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية، وضرورة تحمل المجتمع الدولى جميع مسئولياته تجاه هذه الحرب البشعة، وأهمية عدم تصفية القضية الفلسطينية، وضرورة تفعيل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
ومن هذا المنطلق لا بد أن يعى الجميع وعلى رأسهم صفوة المجتمع ونخبته الخاصة الأهداف الأمريكية، وألا ينخدعوا بما تردده الآلة الإعلامية الصهيوأمريكية، بأن فترة حكم ترامب ستكون أفضل أو أحسن، لأن قرار الإدارة الأمريكية لا يتغير ولا يتبدل فى ظل جمهوريين أو ديمقراطيين، إلا إذا كان هناك ضغط قوى من دول المنطقة لمواجهة كل هذه التحديات التى تلاحقها بهدف سقوط الأمة العربية، وبهدف تقسيمها إلى دويلات صغيرة يسهل على أمريكا تحقيق ما تريد بشأنها.
أخبار متعلقة :