نبأ العرب

«روشتة» شبابية لإعادة أمجاد المسرح فى الإسكندرية: «10 عروض كل موسم» - نبأ العرب

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«روشتة» شبابية لإعادة أمجاد المسرح فى الإسكندرية: «10 عروض كل موسم» - نبأ العرب, اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 08:27 مساءً

«أول الحلم خطوة»... تحت هذا العنوان انطلقت دعوة شباب المسرح فى الإسكندرية لمناقشة التحديات التى يواجهونها، وطرح أفكار وحلول قابلة للتنفيذ، وبادر بالمشاركة عدد من الفنانين السكندريين المهتمين بتطوير بيئة المسرح فى عروس المتوسط، وتمكين شبابها الذين ظلت أحلامهم معلقة على أبواب الانتظار، فى ظل ندرة فرص التدريب والإنتاج المسرحى. وأصدر شباب المسرح فى الإسكندرية بيانهم الأول، الذى لم يكتفوا فيه بتصدير المشكلة، بل اعتنوا أيضًا بطرح الحلول. لذا كان من الطبيعى أن يتلقوا استجابة فورية من الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والمخرج هشام عطوة، رئيس البيت الفنى للمسرح، والذى اعتنى بقضيتهم وسارع فى عقد اجتماع معهم، وعد خلاله بوضع خطة عمل لفرقة الإسكندرية تمكنها من أداء دورها فى استيعاب تلك الطاقات على نحو أفضل.

فى السطور التالية، نحاول التعرف أكثر على هؤلاء الشباب، وعلى التحديات التى وحدتهم، والحلول التى رسموها عن وعى وفهم ودراسة، فضلًا عن أبعاد استجابة وزارة الثقافة لمطالبهم، وغيرها من التفاصيل الأخرى.

أحمد محمد على: الشفافية فى اختيار المشروعات والمشاركين

البداية عند أحمد محمد على، ممثل ومخرج وباحث ماجستير فى إدارة مخاطر الممارسات المسرحية، الذى قال إن الإسكندرية واحدة من أبرز المدن الثقافية فى مصر، وتتميز بوجود طاقات شبابية هائلة فى المجال المسرحى، بالإضافة إلى مؤسسات أكاديمية متخصصة، مثل أكاديمية الفنون، وقسم المسرح بكلية الآداب.

وأضاف «على»: «ومع ذلك، تواجه فرقة الإسكندرية المسرحية تحديات كبيرة تؤثر على قدرتها فى تحقيق دورها الريادى. وشباب المسرح السكندرى يواجهون أزمات هيكلية وإدارية تؤثر بالسلب فى قدرتهم على الإبداع، والمشاركة بفعالية لاستعادة الدور الفعال للمسرح فى التغيير والتطوير وتنمية المجتمع المحلى والموارد البشرية».

وواصل: «نجد مثلًا عدم الشفافية فى إدارة فرقة الإسكندرية، التى تتبع سياسة غير معلنة فى اختيار المشاريع والمشاركين، وتكتفى بالاتصال المباشر فقط، وهو ما حدث فى مبادرة (المؤلف المصرى ٢٠٢٠) والإنتاجات التالية، والتى تُدار بأسلوب الأمر المباشر، مقابل إقصاء واستبعاد الكفاءات لأسباب شخصية، أو من دون معايير واضحة. ومع ذلك لم تنتج الفرقة سوى ٥ عروض مسرحية منذ ٢٠٢١، وهو عدد هزيل جدًا لا يتناسب مع الطاقات الشبابية المتوافرة».

وأكمل: «لا تستوعب فرقة الإسكندرية سوى عدد محدود جدًا من الفنانين، وكان أحد تداعيات ذلك تراجع دور الفرقة فى المهرجانات، لتغيب عن المهرجانات الكبرى، مثل المهرجان القومى للمسرح والمهرجان التجريبى، إلا فى مرات محدودة، بجانب غيابها تمامًا عن المهرجانات الدولية، ما أضعف مكانتها كواجهة ثقافية لمدينة الإسكندرية».

ونبه إلى أن «الأمر غير قاصر على فرقة الإسكندرية، بل نواجه أيضًا ضعف الإنتاج المسرحى، وغياب الرؤية عمومًا، ويكفى أن نعرف أن حجم الإنتاج المسرحى من مسرح الثقافة الجماهيرية، خلال السنوات الأربع الأخيرة، اقتصر على ١٥ عرضًا فقط، ١٠ منها بمبادرة (المؤلف مصرى)، وبواقع ٣ ليالٍ فقط لكل عرض، مع ميزانيات صغيرة ودون تسويق كافٍ لجذب الجمهور، ولم يستكمل منها سوى عرضين فقط».

وأضاف الممثل والمخرج السكندرى: «كذلك الورش التدريبية لم تنتج سوى ٣ عروض فقط للدفعات الأولى، ولم تُنفذ خططها بالكامل، مع فتح التقديم لدفعات أخرى حتى وصلنا إلى الدفعة الرابعة (ابدأ حلمك) للشباب والكبار، والدفعة الثالثة للأطفال، دون نتاج حقيقى».

ومن ضمن التحديات أيضًا، إهمال البنية التحتية المتاحة، فمسارح مثل «ليسيه الحرية» و«بيرم التونسى» غير مستغلة بالشكل الأمثل، ولا يُحافظ على مواردها الاقتصادية بالطريقة التى توفر الاستدامة، وفق «على».

وواصل: «يمكن مراجعة ميزانية الترميم ورفع الكفاءة خلال السنوات العشر الأخيرة لنجد أننا أمام ميزانيات ضخمة جدًا لا تأتى بثمار حقيقية، فى ظل عدم وجود خطة واضحة للصيانات الدورية، ودورات تدريبية لرفع كفاءة العناصر البشرية لمواكبة التحديثات التقنية»، مشددًا على أن «هذه المسارح يمكن أن تكون مراكز جذب فنى وثقافى ومصدرًا للدخل إذا ما تم استغلالها ببرامج منظمة ومتنوعة».

 أكرم نجيب: التعاون مع المسرح الجامعى والفرق المستقلة وقصور الثقافة

أكد أكرم محمد نجيب، ممثل ومخرج مسرحى، تلقى شباب المسرح فى الإسكندرية استجابة فورية للمطالب سالفة الذكر، من قِبل الفنان هشام عطوة، رئيس البيت الفنى للمسرح، الذى حرص على الاجتماع معهم، وتأكيد تفهمه لهذه المطالب.

وأضاف نجيب: «رئيس البيت الفنى للمسرح أكد تفهمه مطالبنا، لكونها حقوقًا أصيلة لفنانى الإسكندرية، وتعهد بتفعيل خطة تطوير شاملة، مع إشارته إلى أن ٩٠٪ من هذه الحقوق مُدرجة على خطة البيت الفنى للمسرح، وطلب منا مساعدته فى تنفيذها».

وواصل: «كما وجدنا دعمًا مشكورًا واستجابة حقيقية من الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الذى وعد بتمكين الشباب فى المؤسسات الثقافية، فى إطار تنفيذ رؤية مصر ٢٠٣٠، التى ترتكز على تعزيز الهوية الوطنية، وإطلاق مبادرات إبداعية تتيح فرصًا عادلة للمواهب، مع تطوير البنية الثقافية، ودمج الشباب فى الإنتاج والإدارة، لتحقيق التنمية الثقافية المستدامة، ودعم الحركة الفنية».

وعن نتائج الاجتماع مع المخرج هشام عطوة بمزيد من التفصيل، قال الممثل والمخرج السكندرى، إن الاجتماع شهد استعراض المطالب الشبابية والحقوق المشروعة لفرقة الإسكندرية، وأسفر عن مجموعة من النتائج المهمة هى كالتالى:

١- عدم عمل مدير الفرقة مخرجًا/ مدربًا داخل فرقته لمنع تضارب المصالح والشبهات.

٢- فتح ملف التعيينات وتجديد دماء الفرقة بطاقات شبابية. 

٣- تمكين الشباب وإتاحة مشاركتهم فى كل عناصر الإنتاج المسرحى.

٤- الإعلان الرسمى عن آليات تقديم المشاريع لضمان الشمولية والإنصاف. 

٥- اعتماد آليات إنتاج وتمويل وتقييم منتظم.

٦- البدء فى إنتاج ١٠ عروض مسرحية لكل موسم، وتشكيل لجان للمناقشة والتقييم.

٧- تنظيم ورش معلنة وتقديم إنتاجها على المسرح لاستغلال طاقات الشباب.

٨- إعلان معايير دقيقة لاختيار المدربين فى هذه الورش، مع تغييرهم سنويًا.

٩- التعاون مع المسرح الجامعى والفرق المستقلة وقصور الثقافة لتقديم عروض متنوعة.

١٠- إحياء المسارح الكبرى، واستغلال الموارد الثقافية والفنية للوزارة فى خلق زخم فنى وثقافى. 

واختتم أكرم محمد نجيب بقوله: «هذه الاستجابة تُشكل خطوة أولى واعدة، ونأمل أن تُترجم إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع».

إبراهيم أحمد: الإنتاج المستقل يعتمد على الموارد الذاتية لكنه لا يستغنى عن دعم الدولة

كشف إبرهيم أحمد محمد، ممثل ومخرج وباحث ماجستير فى السيكودراما والعلاج بالفن، عن الأسباب التى جعلتهم يتجهون إلى الدولة بدلًا من البحث عن بدائل إنتاجية خارج الإطار الحكومى.

وقال: «توجهنا للدولة ينبع من إيماننا بدورها المركزى فى دعم الفنون والثقافة، وفرقة الإسكندرية المسرحية مؤسسة وطنية تحمل رسالة ثقافية واجتماعية، وتحتاج إلى دعم الدولة للحفاظ على هذا الدور، فالدولة تمتلك موارد وأدوات لا يمكن تعويضها بالكامل بالجهود المستقلة، مثل الميزانيات الكبيرة، والبنية التحتية الوطنية، والقدرة على خلق مظلة قانونية وتنظيمية تدعم القطاع الثقافى والاقتصاد البرتقالى أو الصناعات الإبداعية». 

وأضاف: «نحن ندرك أهمية العمل خارج الإطار المؤسسى، وهو ما يظهر بوضوح فى مساحاتنا المستقلة بالإسكندرية مثل (ستوديو نغم) الذى يقدم ورشًا وفعاليات فنية فى كل فنون الأداء، وهو ملتقى مسرحى سنوى بجوائز مادية دون أى دعم مؤسسى، وكذلك فيلا ٧٠ التى تشهد تنظيم ورش وفعاليات فى الرقص بكل أنواعه، وكذلك (براندالو وسوفيتا وكوميك تيم وسيقو وجوانا ومدرسة بيرفورم وستوديو المدينة) وغيرها من المساحات المستقلة».

وأوضح أن «هذه المساحات تقدم بدائل إنتاجية مستقلة، لكنها لا تغنى عن الشراكة مع الدولة التى يمكنها توفير دعم هيكلى أكثر شمولًا يساعد فى توسيع نطاق هذه المبادرات وضمان استمراريتها، والجمع بين الجهود المستقلة والدعم المؤسسى هو السبيل لتحقيق تأثير مستدام وشامل. فالدولة هى الحاضن الأكبر للفنون والثقافة فى مصر، وأى جهود خارج هذا الإطار لن تكون كافية لإحداث تغيير شامل ومستدام».

ورأى أن الإنتاج المسرحى المستقل يعتمد على الموارد الذاتية والإبداع، لكنه لا يمكن أن ينفصل تمامًا عن دعم الدولة لتحقيق الاستدامة والنمو، مضيفًا أن أشكال الدعم المتوقعة يمكن تصنيفها إلى دعم لوجستى: مثل توفير مساحات أكبر للعرض بتكلفة رمزية «المسارح الحكومية» أو معدات تقنية مثل أنظمة الصوت والإضاءة.

وتابع: «من أشكال الدعم التمويل المباشر وغير المباشر مثل منح إنتاجية لتغطية تكاليف الديكور والأزياء، أو إعفاءات ضريبية للمساحات المستقلة، وتسهيل الإجراءات: وتسريع تراخيص العروض وإزالة العقبات البيروقراطية، والدعم التسويقى مثل الترويج للعروض من خلال قنوات الإعلام الرسمية والمهرجانات، وبناء القدرات مثل تنظيم دورات تدريبية فنية وإدارية وإتاحة فرص تعليمية للفرق المسرحية».

واختتم: «هذا التكامل بين الدعم المؤسسى وجهود المساحات المستقلة، مثل مدرسة بيرفورم وستوديو نغم وفيلا ٧٠ وجوانا وغيرها، يضمن بيئة إنتاج متكاملة تدعم الإبداع والاستمرارية»، متابعًا: «التكامل بين الدولة والقطاع المستقل هو السبيل الأمثل لضمان ازدهار المسرح السكندرى وتحقيق التنمية الثقافية المستدامة».

هشام عطوة: إنتاج أعمال مسرحية لإبراز مُخرجى وممثلى الثغر

عبّر المخرج هشام عطوة، رئيس البيت الفنى للمسرح، عن اهتمامه بالأمر، وأنه بصدد وضع خطة للبيت من ضمنها الاهتمام بفرقة الإسكندرية.

وقال: «فرقة الإسكندرية ستكون بمثابة المختبر الفنى لتدريب واكتشاف مبدعى الثغر من خريجى الأكاديمية وقسم المسرح والمستقلين، وسنقدم أعمالًا مسرحية نستطيع من خلالها تقديم مخرجين وممثلين ومهندسى ديكور جدد على مدار العام».

وأضاف: «من المخطط أن يصل عدد العروض لـ١٠ عروض مسرحية لمبدعين جدد، لاستيعاب طاقات شباب المسرح السكندرى المتميزة والمتفردة».

وعن الدور المنوط بنوادى المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة لاستيعاب طاقات شباب المسرح بالإسكندرية، قال المخرج محمد طايع، مدير نوادى المسرح: «النوادى هى تجربة شبابية ومعنية بالشباب، واستطعنا خلال الثلات سنوات التى توليت خلالها إدارة النوادى، بدعم من زملائى ورؤسائى، التوسع فى الإنتاج».

وأضاف: «الإسكندرية منذ زمن بعيد لها نصيب الأسد من حجم الإنتاج المسرحى بالهيئة، فهى المحافظة الوحيدة التى بها ٦ قصور ثقافة، وهى المحافظة الأكثر إنتاجًا فى نوادى المسرح».

وتابع: «هذا العام تقدم لنا من الإسكندرية ٨٠ مشروعًا مسرحيًا من إجمالى ٣٥٠ مشروعًا على مستوى الجمهورية، واخترنا منها ٣٥ مشروعًا من إجمالى ١٥٥ مشروع نوادى مسرح تم قبولها على مستوى الجمهورية، والإسكندرية تستحق لغناها بالموهوبين وما تحققه من نجاحات وتمثيلها المشرف للمسرح المصرى دائمًا».

أشرف على:تعزيز دور الشباب بنسبة 75% فى كل عناصر العرض المسرحى

عن مقترحات شباب مسرح الإسكندرية لحل الأزمات سالفة الذكر، قال أشرف محمد على، ممثل ومؤلف ومخرج مسرحى: «لقد وضعنا سويًا رؤية وتصورًا للخروج من هذ الأزمة، تتضمن اعتماد استراتيجية شاملة تركز على التمكين والشفافية والتخطيط والاستدامة والمراجعة الدورية للخطط».

وأضاف «على»: «عملنا على وضع خطة عمل لمدة عامين، تتضمن آليات واضحة للإنتاج والتدريب والتقييم، وتشمل تحديد المخصصات المالية، وتعزيز دور الشباب بنسبة ٧٥٪ فى كل عناصر العرض المسرحى».

وواصل: «تتضمن خطتنا إرساء معايير شفافة من خلال الإعلان عن كل المبادرات والورش التدريبية عبر قنوات واضحة، مع معايير محددة لاختيار المشاركين والمدربين، ما يضمن الفرص العادلة والشمولية والإنصاف، وتمكين الشباب فى القيادة وإشراكهم فى لجان اتخاذ القرار، ما يساعد على إدخال أفكار جديدة، وضمان الاستمرارية فى تطوير الفرقة».

وأكمل: «كما سنعمل على تعزيز الشراكات الثقافية عبر إبرام بروتوكولات تعاون مع الجهات الفاعلة فى الإنتاج المسرحى بالإسكندرية، مثل المسرح الجامعى، والفرق المستقلة وقصور الثقافة والشركات والشباب والرياضة، وغيرها من الجهات التى يمكن أن تثرى الحركة المسرحية فى المدينة، وتوفر فرص عرض أكبر وموارد مالية أكثر استدامة».

وتابع: «سنعمل كذلك على تحفيز النشاط المسرحى من خلال استغلال المسارح الكبرى مثل (محمد عبدالوهاب)، والتعاون مع قطاع الفنون الشعبية لتقديم عروض تشاركية، ما يخلق حالة من الزخم الفنى والجماهيرى المستمر، ويعد أحد الحلول الجذرية لثقافة الجزر المنعزلة التى تعانى منها بعض مؤسسات الدولة، وتطوير الورش التدريبية مع مراعاة تنويع المدربين والمناهج، وفتح المجال لخريجى المعاهد والأقسام المتخصصة لتقديم أفكار تدريبية مبتكرة».

واختتم المخرج والممثل والمؤلف السكندرى بقوله: «بالتاكيد سنضع الخطط لتعزيز التسويق والمشاركة الجماهيرية عن طريق إطلاق حملات تسويقية تفاعلية عبر وسائل التواصل الاجتماعى لجذب شرائح جديدة من الجمهور، مع تصميم فعاليات تستهدف الأسر والشباب».

أخبار متعلقة :