نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من 6 إلى 8 الصبح ! - نبأ العرب, اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 09:57 صباحاً
الأحد 24/نوفمبر/2024 - 09:49 ص 11/24/2024 9:49:28 AM
لسنوات طويلة اعتاد المصريون الإستيقاظ مبكرًا للذهاب إلى مقار عملهم أو مدارسهم أو جامعاتهم عبر وسائل مواصلات متنوعة، مثل الميكروباص، المترو، سيارات الأجرة، والسيارات الخاصة. ورغم إختلاف الطرق التي يسلكها المواطنون بين مناطق القاهرة والجيزة ومعظم المحافظات، ومن قلبها إلى أطرافهما، يظل الحال ثابتًا بلا تغيير يُذكر لسنوات طويلة.
عادة تبدأ ساعات الذروة في مصر من السادسة صباحًا وتمتد حتى الثامنة، حيث يسعى الموظفون للوصول إلى أماكن عملهم، أو يتوجه الطلبة ومدرسينهم للمدارس والجامعات استعدادا لليوم الدراسي. وخلال هذه الساعات، تتكدس المواصلات العامة والخاصة، مما يجعل التنقل تجربة مرهقة تتكرر يوميًا.
ويتفاقم هذا الوضع خلال مواسم محددة مثل الأعياد، شهر رمضان، وبداية العام الدراسي، حيث تزداد أعداد الركاب بشكل ملحوظ ومتكرر ايضا.
وهناك أيام محددة وأوقات يُعرف أنها تشهد ذروة الزحام، مثل نهايات الأسبوع، خاصة يوم الخميس، وأيام الإجازات الرسمية. وتشمل المناطق الأكثر ازدحامًا في القاهرة والجيزة شوارع مثل فيصل، الهرم، السودان، مكرم عبيد، عباس العقاد، وعين شمس وجسر السويس. كما تعاني الزحام مواقف رئيسية مثل عبود، رمسيس، المنيب، حلوان، وشبرا وتكثر الطوابير التي تمتد لساعات انتظار طويلة، نفس المشاهد تجدها متكررة بين عواصم المحافظات والمدن والمراكز التابعة لها.
وتعتمد بعض خطوط المواصلات بالكامل على الميكروباصات، خاصة بين المحافظات والمدن، ما يجعلها أكثر عرضة للتحكمات الفردية للسائقين. يتحكم السائقون بمواعيد عملهم دون أي رقابة، مما يزيد العبء على الركاب، فيمكن ان يعمل عدد من سيارات الأجرة على أحد الخطوط ويعمل في اليوم التالي نصف هذا العدد.
أيضا مع كل زيادة في أسعار الوقود، ترتفع الأجرة بشكل غير منطقي، كما حدث مؤخرًا عندما زادت تعريفة الميكروباص بمقدار جنيهين في أغلب الخطوط في حين أن الزيادة في أسعار الوقود تراوحت بين جنية وجنية ونصف، فضلا عن معدومي الضمير ممن يقسمون المسافات فتتضاعف الأجرة على الركاب.
وهنا يطرح المواطنون ونحن معهم تساؤلًا مشروعًا: أين الحلول الجذرية؟ أليست هذه الأزمة المتكررة جديرة بإهتمام السادة المحافظين ومعهم إدارات السرفيس التي تحصل رسوم يوميا تحت مسمى " كارته " لا نعلم ماذا تقدم للسائقين وللمجتمع مقابلها، وعندنا ايضا، نواب وأعضاء البرلمان الممثلين لجميع مناطق ودوائر الجمهورية ويرون أمام أعينهم الأزمة يوميا ولم نسمع عن تحرك شعبي واحد ؟
الأزمة قائمة منذ عقود، ولم تُتخذ أي إجراءات لتخفيف الضغط أو إنهاء المعاناة اليومية، على الرغم انه بعد كل ما أنُجز من تطوير وإنشاء شبكات طرق ومحاور وكباري جديدة فإن اى خطوة على الأرض سوف تؤتي بثمارها سريعا وسيشعر بها المواطن مباشرة.
في الماضي، كانت هناك بعض التدخلات السريعة " تحدث مؤقتا " من بعض المسؤولين بإرسال حافلات إضافية لنقل الموظفين والطلاب كحل عاجل حين تحدث أزمة طارئة كعطل في قطارات السكك الحديدية التي تساهم بجزء في حل الازمة، إلا أن هذه التدخلات تبقى في إطار الحلول الفردية ومؤقته كردود فعل طارئ لم يتحول إلى إستراتيجية دائمة أو خطة شاملة تراعي أوقات الذروة وإعتبار ساعات الصباح حالة طوارىء يومية تنعكس ظروفها على حال معظم افراد الشعب وصحتهم النفسية والبدنية والذهنية وجميعهم موظفين وعمال وطلبة ومدرسين يقومون بواجبهم بشكل يومي وععدهم بالملايين .
لذلك، فالحل يتطلب رؤية شاملة، تتضمن تطوير البنية التحتية لوسائل المواصلات الخاصة، وتعزيز وسائل النقل العام وتوسعة خطوطها لتغطية مساحات ومناطق جغرافية أوسع، وأن تعمل إدارات السرفيس بما تحصله من أموال وتقوم بتنظيم عمل السائقين بآليات رقابة صارمة تسمح بتحول مفهوم الميكروباص من عشوائية متنقلة الى وسائل نقل خاصة تخضع للرقابة وتخدم المواطنين وتنهي أزمة يومية مستمرة منذ عقود تبدأ يوميا في السادسة وتستمر للثامنة صباحا ووتعود لتتجدد من الثانية الى الخامسة مساءًا.
أخبار متعلقة :