نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بموافقة الجيش الإسرائيلي.. العصابات تنهب مساعدات غزة! - نبأ العرب, اليوم السبت 23 نوفمبر 2024 11:54 صباحاً
السبت 23/نوفمبر/2024 - 11:45 ص 11/23/2024 11:45:44 AM
مع تفاقم أزمة الجوع في غزة، تسرق عصابات مُنظمة، معظم المساعدات القليلة التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى القطاع، وتعمل هذه العصابات بحرية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، وفقًا لمسئولي مجموعة الإغاثة والعاملين في المجال الإنساني وشركات النقل والشهود، الذين أكدوا أن النهب الإجرامي، أصبح أكبر عائق أمام توزيع المساعدات في النصف الجنوبي من غزة، الذي تقطنه الغالبية العظمى من الفلسطينيين النازحين.. وقد قتلت عصابات مسلحة العديد من الرجال، وضربت وخطفت سائقي شاحنات مساعدات، في المنطقة المحيطة بمعبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، وهو نقطة الدخول الرئيسية إلى جنوب غزة.. وقال الأهالي، إن اللصوص، الذين أداروا عمليات تهريب السجائر طوال هذا العام، ويسرقون الآن أيضًا الطعام والإمدادات الأخرى، مرتبطون بعائلات إجرامية محلية.. ويصف المراقبون العصابات بأنها مُعادية لحماس، وفي بعض الحالات، تم استهدافها من قبل بقايا قوات الأمن التابعة لحماس، في أجزاء أخرى من القطاع.
وخلُصت مذكرة داخلية للأمم المتحدة، حصلت عليها صحيفة (واشنطن بوست) الشهر الماضي إلى أن العصابات (قد تستفيد من تشجيع سلبي، إن لم يكن نشطًا) أو (حماية) من الجيش الإسرائيلي.. إذ أكدت المذكرة، أن أحد قادة العصابة أنشأ (مجمعًا شبيها بالجيش) في منطقة (مقيدة وخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، ويقوم بدوريات فيها)، في الوقت التي رفضت السلطات الإسرائيلية معظم طلبات منظمات إغاثية، باتخاذ إجراءات أفضل لحماية القوافل، بما في ذلك مناشدات من أجل طرق أكثر أمانًا، ومعابر أكثر انفتاحًا، والسماح للشرطة المدنية في غزة بحماية الشاحنات.. وقد شهد عمال إغاثة ومسئولون بالأمم المتحدة وعمال نقل وسائقو شاحنات، بأن القوات الإسرائيلية، التي كانت على مرأى من الهجمات، رفضت أكثر من مرة التدخل، مع استمرار أعمال النهب.. إلا أن الجيش الإسرائيلي نفى ـ كاذبًا ـ هذه الحقائق، وقال إن قواته نفذت (إجراءات مضادة مستهدفة) ضد اللصوص، (مع التركيز على استهداف الإرهابيين، ومنع الأضرار الجانبية لشاحنات المساعدات وعناصر المجتمع الدولي).. وأنه ـ أي الجيش الإسرائيلي ـ (يعمل على تمكين وتسهيل نقل المساعدات).. مستغلًا في كذبه، عدم قدرة الوكالات والقنوات الإخبارية على تغطية الأحداث على الأرض في غزة، لأن إسرائيل منعت الصحفيين من الوصول إلى القطاع.. لكن مراسلو (واشنطن بوست)، والمساهمون معها ـ بمن فيهم صحفيون من غزة ـ يتحدثون إلى السكان والأطباء وعمال الإغاثة، عبر الهاتف والرسائل النصية، ويدعِّمون رواياتهم، من خلال مصادر متعددة والأطباء والعاملون بالطب الشرعي، وغيرها من الأدوات.
في أحدث واقعة كبرى في هذا الصدد، تعرضت ثمانية وتسعين شاحنة، من أصل مائة وتسعة شاحنات ـ تحمل مساعدات غذائية تابعة للأمم المتحدة من كرم أبو سالم ـ للنهب على يد مسلحين ليل السبت الماضي، وفقًا لوكالات إنسانية تابعة للأمم المتحدة، ورجل الأعمال في غزة، أدهم شحيبر، الذي كان معه ثماني شاحنات في القافلة.. إذ قال شحيبر، إن اللصوص أطلقوا النار على الشاحنات واحتجزوا سائقًا لساعات.. وقال بيان صادر عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، إن الهجوم تسبب في (إصابات للناقلين) و(أضرار جسيمة في المركبات).. وهو ما صدَّق عليه مُهند هادي، منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بقوله، إن (غزة خارجة عن القانون في الأساس.. لا يوجد أمن في أي مكان).. وأكد أن إسرائيل هي (القوة المحتلة)، لذا فإن (هذا مردود عليهم.. إنهم بحاجة إلى التأكد من أن المنطقة محمية وآمنة).
وتستند هذه القصة إلى شهادة أكثر من عشرين شخصًا، ممثلين عن مجموعة من منظمات الإغاثة الدولية، ورجال أعمال فلسطينيين مشاركين في نقل البضائع، وشهود على الهجمات على القوافل الإنسانية.. وقد تحدث الكثيرون، شريطة عدم الكشف عن هويتهم لتجنب تعريض وصولهم إلى غزة أو سلامة موظفيهم للخطر.. وتقول جماعات الإغاثة، إن ما بدأ في فصل الربيع كظاهرة عشوائية إلى حد كبير، من المدنيين اليائسين الذين يسرقون من الشاحنات، قد تحول الآن إلى مشروع إجرامي مُنظم، وأصبحت العصابات المسئولة عنه عنيفة وقوية بشكل متزايد، مما يُضاعف الجهد من أجل توصيل الغذاء ومستلزمات النظافة واحتياجات مواجهة الطقس البارد إلى مليوني نازح وجائع، مع اقتراب فصل الشتاء.
●●●
في أكتوبر الماضي، انخفض حجم المساعدات التي تصل إلى سكان غزة، إلى أدنى مستوى له منذ المراحل الأولى من الحرب، حتى عندما طالب المسئولون الأمريكيون إسرائيل بزيادة المساعدات عبر القطاع، أو المخاطرة بفقدان بعض الدعم العسكري.. وفي حين أن خطر المجاعة هو الأكثر حدة في الشمال، فإن جميع السكان يواجهون الآن انعدام الأمن الغذائي الحاد.. بررت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي إدارة الشئون المدنية للأراضي الفلسطينية التابعة للجيش الإسرائيلي، القيود المفروضة على تدفق البضائع بزعم متكرر، أن حماس تسرق المساعدات وتمنعها من الوصول إلى المدنيين!!.. وفي الوقت الذي تحث فيه واشنطن إسرائيل على السماح بدخول المزيد من الشاحنات إلى غزة، أصبح النهب أكبر عقبة أمام توزيع المساعدات المحدودة، التي تصل إليها، وفقًا لمسئول أمريكي، الذي أضاف أن حماس ليست وراء الهجمات.. وهو تقييم يشاركه فيه على نطاق واسع، أولئك الذين يعملون على الأرض، (لم نر أي تدخل على الأرض من حماس في أي مكان في برامجنا، شمالًا أو جنوبًا)، قال مسئول من منظمة إغاثة دولية كبرى.
ومنذ شنت إسرائيل حملتها العسكرية في غزة قبل أكثر من عام، بدأ النظام المدني في الانهيار في فبراير الماضي، حيث استهدفت إسرائيل ضباط الشرطة المدنية، الذين كانوا يحرسون قوافل المساعدات الإنسانية، بحجة انتمائهم إلى الحكومة التي تُديرها حماس.. وبدأ المدنيون اليائسون والمجرمون، في الاندفاع نحو الشاحنات لسرقة الإمدادات، مما تسبب في تباطؤ عمليات التسليم.. في البداية، وفقًا لعمال الإغاثة، كان العديد من اللصوص من الجياع الذين يحاولون إطعام أسرهم.. في مايو، استولت إسرائيل على معبر رفح الحدودي مع مصر وأغلقته بعد أن كان شريان الحياة الرئيسي لغزة، مما قلل من عدد شاحنات المساعدات القادرة على دخول القطاع.. وتحولت غالبية حركة المساعدات الإنسانية إلى معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، المؤدي إلى جزء من جنوب غزة، حيث تسيطر منذ فترة طويلة، عائلات بدوية قوية، بعضها متورط في الجريمة المنظمة.
بحلول الصيف، كانت تجارة السوق السوداء المربحة في السجائر المُهربة ـ التي منعتها إسرائيل من دخول غزة خلال الحرب ـ مزدهرة، حيث هاجمت عصابات منظمة الشاحنات للبحث عنها.. أصبح التبغ شكلًا مهيمنا من أشكال العملة.. علبة من عشرين سيجارة يصل ثمنها الآن إلى حوالي ألف دولار!!، وفقًا لجورجيوس بتروبولوس، رئيس مكتب غزة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، الذي وصفه ما يحدث بأنه (سرطان.. تسلل إلى سلسلة التوريد لدينا).. وقال، إن السجائر، التي كانت مخبأة في الأصل بين المنتجات، يتم العثور عليها الآن داخل علب الطعام، مما يدل على أن التهريب يبدأ في المصانع.. ويقول مسئولو الأمم المتحدة، إنهم طلبوا مرارًا من إسرائيل تضييق الخناق على تهريب السجائر، أو السماح بدخولها بشكل قانوني، لتخفيف وباء النهب، لكن المناقشات باءت بالفشل.
في شريط فيديو، صوره أحد العاملين في المجال الإنساني، في يونيو، وقف أربعة رجال أو جلسوا على شاحنة مكشوفة، استخدم أحدهم أداة حادة لقطع صندوق مساعدات من الأمم المتحدة.. كانوا يبحثون عن السجائر، على حد قول العامل.. وخلال الصيف، خسرت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، ما قيمته 25.5 مليون دولار من السلع الإنسانية بسبب النهب.. بينما قطعت إسرائيل خطوط الإمداد التجارية إلى غزة الشهر الماضي، مبررة قرارها، بأن النشطاء يستفيدون من هذه التجارة.. وانخفض عدد شاحنات المساعدات التي سمحت لها بدخول القطاع إلى مستويات قياسية منخفضة.. وسُرِق ما يقرب من نصف المساعدات الغذائية التي تقلصت بالفعل، والتي نقلها برنامج الأغذية العالمي على طول طريق جنوب غزة، وفقًا للعرض الذي قدمه مكتب تنسيق الشئون الإنسانية، لمجموعة تضم وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والدول المانحة، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وقد اعتادت العصابات التخلص من المساعدات على الطريق، ليلتقطها المدنيون، بعد العثور على السجائر المخبأة داخلها.. أما الآن (في كثير من الحالات، يختطفون الشاحنة بأكملها ويأخذونها إلى مستودع.. لإعادة بيع المواد الغذائية وغيرها من السلع، بأسعار باهظة في السوق السوداء).. ويظل سؤال: من يستفيد في نهاية المطاف من البضائع المُهربة أو المسروقة؟، غامضًا.. وأخيرًا اعترف مسئولون إسرائيليون، ـ كثيرًا ما اتهموا حماس بخطف المساعدات والشحنات التجارية لإثراء نفسها ـ بأن عائلات إجرامية كانت وراء بعض عمليات النهب، (بعض اللصوص لهم صلات بحماس، والبعض الآخر لا)، قال مسئول إسرائيلي للصحفيين في مؤتمر صحفي في الحادي عشر من الشهر الحالي.. فمن الجاني إذًا؟.
●●●
الرجل الذي تعتقد جماعات الإغاثة، أنه زعيم العصابة الأكثر سطوًا، سبق أن قضى وقتًا في سجن حماس، بتهم جنائية قبل الحرب، كما قال ناهد، شقيق أدهم شحيبر، رئيس جمعية النقل الخاصة في غزة.. وحددت المذكرة الداخلية للأمم المتحدة، ياسر أبو شباب ـ وهو من قبيلة الترابين، التي تمتد جنوب غزة وصحراء النقب في إسرائيل ـ باعتباره (صاحب المصلحة الرئيسي والأكثر نفوذًا، وراء النهب المنهجي والجماعي) لقوافل المساعدات.. قال ناهد شحيبر، إن أبو شباب، الذي يعمل في الجزء الشرقي من رفح، يقود مجموعة من حوالي (مائة بلطجي)، يهاجمون شاحنات تحمل المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات إلى غزة.. ووصف كيف تُقيم العصابة حواجز أمام مواكب السايارات على طول الطريق، الذي تسيطر عليه إسرائيل من كرم أبو سالم، حيث ينتظرون ببنادق كلاشينكوف وأسلحة أخرى.. في إحدى الحوادث التي وقعت في أوائل أكتوبر الماضي، تعرضت نحو ثمانين شاحنة من أصل مائة شاحنة مساعدات تابعة لشحيبر للهجوم، وسرق رجال أبو شباب البضائع التي بداخلها، وقتلت العصابة أربعة من سائقيه، منذ مايو الماضي، كان آخرهم في هجوم وقع في الخامس عشر من أكتوبر.. وقال شحيبر إن سائقًا آخر تعرض للهجوم الشهر الماضي، لا يزال في المستشفى، مصابًا بكسور في الذراعين والساقين.. وقال بتروبولوس، (السمة الواضحة الآن، على عكس ما كان عليه الحال قبل شهرين، هي أن هناك عنفًا حقيقيًا واضحًا.. سائقو الشاحنات الذين نستأجرهم، يتعرضون للضرب والتشويه والقتل).
تواصلت (واشنطن بوست) مع أبو شباب، زعيم العصابة المزعوم، عبر الهاتف هذا الشهر.. ونفى أن يحمل رجاله أسلحة أو يهاجمون السائقين.. وبينما أقر بأنه وأقاربه (يأخذون السجائر من الشاحنات)، أصر على أنهم لا يلمسون (الطعام أو الخيام أو الإمدادات للأطفال).. مؤكدًا أن هجماته وُلِدت من اليأس، (لم تترك لنا حماس شيئًا، ويأتي رجالها المسلحون من حين لآخر ويطلقون النار علينا.. دعوا أولئك الذين يتهموننا بالعمل مع إسرائيل يقولون ما يريدون.. إسرائيل ليست بحاجة إلينا).. وفي المناطق المكتظة بالسكان الأبعد داخل غزة، حيث لا تزال قوات الأمن التابعة لحماس تعمل، وإن كان حجمها أقل بكثير، فإنها تعاقب التجار الذين يشترون البضائع من أبو شباب لبيعها بأسعار مبالغ فيها، على حد قول ناهد شحيبر.. الذي قال إن (الأمور تحت السيطرة) في المناطق التي تسيطر عليها حماس.. إن (التحدي الوحيد الذي يواجهنا، هو المنطقة التي يقع فيها أبو شباب)، وهي جزء من غزة (تحت الحماية الإسرائيلية)، ولم ترد إسرائيل على أسئلة من الـ (واشنطن بوست)، حول أبو شباب وأنشطته الإجرامية.
لعدة أشهر، وافقت إسرائيل على مسار واحد فقط، لجميع المساعدات التي تدخل عبر معبر كرم أبو سالم.. طريق وعر يمتد من نقطة التقاط البضائع عبر رقعة مُقفرة في جنوب شرق غزة.. يقول أحد العاملين في المجال الإنساني، الذي يسافر بانتظام على هذا الطريق، إن اللصوص عادة ما يتمركزون على بعد ما يزيد قليلًا عن ميل ونصف من المعبر.. وروى آخرون، أنهم رأوا رجالًا وصبية أقرب إلى نقطة الدخول، بعضهم مُسلح بالعصي والقضبان والبنادق.. وأثناء سفره في قافلة إنسانية خلال زيارة إلى غزة هذا الشهر، قال يان إيجلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، إنه رأى مجموعة من الرجال يحملون عِصيًا على بعد أقل من نصف ميل من نقطة التقاط المساعدات.. وقد تناثرت الفُرش المخصصة للنازحين على طول الطريق، بعد أن مزقها اللصوص الذين يبحثون عن السجائر.. موضخًا أن عدة شاحنات هُوجمت في وقت لاحق من ذلك اليوم.. ويُزيد كلٌ من أدهم شحيبر، وقاهر حميد، صاحب شركة نقل أخرى في غزة، إن شاحنتيهما نُهبت على بعد ما يزيد قليلًا عن خمسمائة ياردة، من المواقع العسكرية الإسرائيلية!!.. (الجيش الإسرائيلي يراهم ويراقب بصمت كل ما يحدث).
إلا أن إيجلاند، الذي تُقدم منظمته الإغاثة الإنسانية والدعم النفسي والاجتماعي للأطفال في غزة، أكد أنه (لا يمكن فعل أي شيء في القطاع، دون علم إسرائيل).. وأشارت مذكرة الأمم المتحدة، إلى أنه في الوقت الذي تقوم فيه العصابات بعملها علنًا، فإن المرافقين المحليين الذين تُوظفهم شركات الخدمات اللوجستية، (تعرضوا لإطلاق النار بشكل متكرر) من قِبل القوات الإسرائيلية أوائل أكتوبر، واصفًا حادثة واحدة، شملت طائرة بدون طيار كوادكوبتر.. وفي الوقت نفسه، فإن مقاتلي حماس المشتبه بهم، الذين يحملون أسلحة في أجزاء أخرى من غزة، يتم إخراجهم بشكل عام على الفور من قِبل الجيش الإسرائيلي، كما قال عمال الإغاثة.. وكثيرًا ما ينشر الجيش الإسرائيلي لقطات مراقبة بطائرات بدون طيار، لمثل هذه الضربات المستهدفة.. وقد واجه مسئولو الأمم المتحدة نظراءهم الإسرائيليين، بشأن انعدام الأمن حول معبر كرم أبو سالم، (في مرحلة ما قلنا للمسئولين الإسرائيليين، ما الذي يعنيه ذلك، ليجعلنا نفكر إذا كان المكان الوحيد في غزة، الذي يمكن فيه لفلسطيني مسلح، أن يقترب من مائة وخمسين مترًا من دبابة، ولا يصاب بالرصاص هناك؟، كما قال بتروبولوس.
ويبقى القول، بأن جماعات إغاثة إنسانية، طلبت مرارًا من السلطات الإسرائيلية، الموافقة على معابر وطرق أخرى، تسمح لها بتجاوز العصابات.. وأكدوا أنه تم تجاهل هذه المناشدات لعدة أشهر، (الطريق الوحيد الذي يقدمونه لنا، هو مباشرة من خلال اللصوص)، على حد قول أحد عمال الإغاثة.. وعندما حاول برنامج الأغذية العالمي، فتح طريق آخر للاستخدام الإنساني في الأشهر الأخيرة، تعرض فريقه لإطلاق النار في عدة مناسبات، وفقًا لما ذكرته علياء زكي، المتحدثة باسم الوكالة.. ووافقت إسرائيل أخيرًا على المسار الجديد الشهر الماضي، وبدأت بعض شاحنات المساعدات في استخدامه.. لكن اللصوص تكيفوا مع الطريق الجديد، واستهدفوا القوافل هناك أيضًا.. وقال جانتي سوريبتو، الرئيس التنفيذي لمنظمة إنقاذ الطفولة، إن الطريقة الوحيدة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة حقًا، هي إغراق القطاع بالمساعدات والإمدادات التجارية، مما يُقوِّض التلاعب بالأسعار الذي يُغذي أعمال النهب، (يختفي الكثير من الفوضى، عندما تحصل بالفعل على مساعدات إنسانية كافية.. إن حياة الفلسطينيين الذين لا حصر لهم يمكن أن تعتمد على ذلك).. لكن السؤال هو: هل تهتم إسرائيل بحياة الفلسطينيين في قليل أو كثير؟.. الإجابة: لا.. إنها تتمنى لو استطاعت محوهم من فوق الأرض!!.. ولذلك، تسمح بحدوث حالات النهب والسرقة لشاحنات المساعدات الإنسانية، على مرأى ومسمع من جنود جيشها.
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.
أخبار متعلقة :