نبأ العرب

إسرائيل تسعى إلى تكريس منطقة عازلة حدودية في جنوب لبنان - نبأ العرب

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إسرائيل تسعى إلى تكريس منطقة عازلة حدودية في جنوب لبنان - نبأ العرب, اليوم الجمعة 22 نوفمبر 2024 08:11 مساءً

بيروت - أ ف ب
مع التدمير المنهجي لقرى وبلدات لبنانية، يبدو أن إسرائيل تسعى إلى إنشاء منطقة عازلة بهدف منع «حزب الله»، من العودة إلى المناطق الحدودية، بعد وقف المعارك، في مسعى يشكك محللون بإمكان نجاحه.
وبعد نحو عام من تبادل «حزب الله» القصف مع إسرائيل، في إطار جبهة «إسناد» فتحها من جنوب لبنان دعماً لغزة، كثّفت إسرائيل بدءاً من 23 سبتمبر/أيلول الماضي، حملتها الجوية على معاقل الحزب. وبدأت عمليات توغل برية عند الحدود.
وقال بيتر هارلنغ، مدير شبكة سينابس للأبحاث ومقرها بيروت: «إن إسرائيل تعمل على إنشاء منطقة غير قابلة للسكن على طول الحدود». وتوغلت القوات الإسرائيلية منذ مطلع الشهر الماضي، داخل بلدات حدودية، حيث نفذت عمليات تفجير لمنازل وأحياء ، بعدما انسحبت منها، وفق ما أظهرت مقاطع فيديو.
- دمار واسع
وقال هاشم حيدر، رئيس مجلس الجنوب المكلف من السلطات اللبنانية مسح الأضرار، إن نسبة الدمار في 18 قرية موزعة على طول الحدود بين البلدين البالغة نحو 120 كيلومتراً، تصل إلى 70%، مشيراً إلى أن عدد الوحدات السكنية المهدمة بلغ 45 ألفاً.
وتشن إسرائيل غارات على جنوب لبنان بشكل شبه يومي منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت خبيرة شؤون حزب الله في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي، أورنا مزراحي، إن إسرائيل تسعى للحصول على «بعض ضمانات أنّ حزب الله لم يعد قريباً من الحدود، وليس بمقدوره شنّ أي هجمات على شمال إسرائيل».
وأضافت: «لكن لا أعتقد أن الأمر سيكون بمثابة منطقة عازلة. نريد أن يعيش الناس على الجانب الآخر، لكننا لا نريد حزب الله هناك».
وبحلول السابع من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، كان أكثر من نصف الوحدات السكنية في عشر قرى حدودية دمّر، وفق إحصاء مستند إلى خرائط من مايكروسوفت، وتحليل صور أقمار اصطناعية أجراه الباحثان الأمريكيان كوري شير وجامون فان دان هوك.
- «أرض محروقة»
وبين تلك القرى ميس الجبل الملاصقة للشريط الحدودي بين البلدين، حيث استهدفت أكثر من ألف وحدة سكنية وفق مسؤول محلي.
وقال رئيس بلديتها عبد المنعم شقير: «هدف التدمير الإسرائيلي للقرية هو تحويل المنطقة الحدودية إلى أرض محروقة».
وكانت البلدة تؤوي قرابة 30 ألف شخص قبل نزوحهم، منها تباعاً خلال الأشهر الماضية. ويشرح شقير: «دمروا المدارس والمساجد والبنى التحتية، حتى إن المقابر لم تسلم من القصف».
وفي قرية محيبيب، سوي أكثر من 84% من المنازل بالأرض في 7 نوفمبر/تشرين الثاني، بينما لم تبق إلا بضع وحدات سكنية على أطراف القرية. وكانت محيبيب من أولى القرى التي فجّرتها القوات الإسرائيلية.
وفي يارون، اختفت 380 وحدة سكنية من نحو 500 ضمّتها البلدة الحدودية. وتحولت أحياء بأكملها في عيتا الشعب إلى ركام، بعد دمار60% منها.
ورأى العميد المتقاعد في الجيش اللبناني حسن جوني، أن إسرائيل تريد عبر تدمير القرى وحرق الأحراش أن تعزز قدرتها على مراقبة الحدود. واتهم لبنان مراراً إسرائيل بحرق مناطق حرجية واسعة وحقول زراعية قرب الحدود، باستخدام أسلحة حارقة، بينها الفوسفور الأبيض.
وقال جوني: «يريد أن تصبح المنطقة العازلة مكشوفة أمامه من أجل الرصد والمراقبة. في حال فكر أحدهم أن يعيد تجربة السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي حصلت في غزة، في جنوب لبنان».
وكانت إسرائيل اتهمت مراراً «قوة الرضوان»، وحدة النخبة في «حزب الله» بوضع خطة لاقتحام منطقة الجليل الحدودية، والسيطرة عليها.
وقال هارلنغ،: إن إسرائيل «تختبر دفاعات حزب الله بهدف القيام بعمليات برية أكثر، وتحاول تعميم مبدأ العمليات الانتقامية الواسعة. المطبق في غزة على أجزاء من لبنان».
- «شبكة أنفاق»
وشهد عام 2000، انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، بعد 22 عاماً من الاحتلال. وفي صيف 2006، خاض «حزب الله» وإسرائيل حرباً مدمرة انتهت بصدور القرار الدولي 1701 الذي أرسى وقفاً للأعمال الحربية، ونصّ على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.
إلا أنه لم يصر إلى تطبيق الاتفاق من الطرفين. وتقود الولايات المتحدة حالياً جهود وساطة بين الطرفين تتمحور حول تطبيق القرار كاملاً.
وقال المحلل السابق في وزارة الخارجية الإسرائيلية كاليف بن دور، إن هناك «تهديدين رئيسيين يشكلهما حزب الله»، يتمثل الأول «في الصواريخ البعيدة المدى» التي يمكن للحزب إطلاقها، والثاني تجسده «قوة الرضوان التي كانت توجد قرب الحدود، ونعرف أنها كانت تستعد لعملية مشابهة للسابع من أكتوبر في غزة.
وفي 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي تدمير شبكة أنفاق تابعة للحزب، قال إنها مبنية تحت المنازل في قرية في محافظة النبطية جنوباً، كانت معدة لـ«احتلال الجليل». ويعتقد بن دور أن «المنطقة العازلة لا يمكنها أن تفعل الكثير أمام الصواريخ»، لكنها «ستمنع الحزب من العودة إلى الجنوب، وإقامة مواقع هناك». أما جوني، الخبير العسكري اللبناني، فيرجح أن تكون خطة إسرائيل محكومة بالفشل. وتابع: «لا يمكن للإسرائيلي أن يحافظ على هذا المعطى (منطقة عازلة)؛ لأن أي اتفاق سياسي سيسمح للناس بالعودة إلى مناطقهم، وإعادة بناء منازلهم».

أخبار متعلقة :