نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لعبة الدجاج الأخيرة لبايدن! - نبأ العرب, اليوم الأربعاء 20 نوفمبر 2024 02:36 مساءً
الأربعاء 20/نوفمبر/2024 - 02:35 م 11/20/2024 2:35:00 PM
تسبب الضوء الأخضر الواضح، الذي منحه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لأوكرانيا بضرب روسيا بصواريخ بعيدة المدى مصنوعة في الولايات المتحدة في إثارة الذعر بين بعض حلفاء دونالد ترامب.. ولم يعلق ترامب نفسه، لكنه فاز في الانتخابات بعد أن وعد بإنهاء الحرب، وأدان العديد من الأشخاص المقربين منه هذه الخطوة، باعتبارها تصعيدًا خطيرًا، وكأن بايدن يريد أن بشعل نيران الحرب العالمية الثالثة، قبل أن يُغادر البيت الأبيض في العشرين من يناير القادم، ويترك العالم أمام ترامب، وقد بدا على شفير الجحيم.. لقد تعهد بايدن بدفع عشرات المليارات من الدولارات، لدعم جهود كييف الحربية، دون السماح لها بضرب العمق الروسي، إلا أنه، في نهاية الأسبوع، ورد أنه تخلى عن الخط الأحمر، الذي طالما وضعه بشأن استخدام أوكرانيا للأسلحة الأمريكية لشن هجمات في عمق روسيا.. ومع أنه لم يتم تأكيد قرار بايدن رسميًا، وقد لا يتم تأكيده أبدًا.. وقد كتب دونالد ترامب جونيور على تويتر، أن الرئيس بايدن يحاول (إشعال حرب عالمية ثالثة)، قبل أن يتولى والده منصبه، للمرة الثانية.
وعندما سُئل عن مدى شيوع اتخاذ إدارة رئاسية لمثل هذا القرار السياسي المهم في أشهرها الأخيرة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، إن بايدن (انتخب لفترة مدتها أربع سنوات، وليس ثلاث سنوات وعشرة أشهر).. وقال الرئيس الديمقراطي الأسبق، باراك أوباما، (سنستغل كل يوم من ولايتنا، في متابعة المصالح السياسية التي نعتقد أنها تخدم مصالح الشعب الأميركي.. وإذا أرادت الإدارة القادمة أن تتبنى وجهة نظر مختلفة، فهذا بالطبع من حقها أن تفعل ذلك.. أما الآن، هناك رئيس واحد في كل مرة، وعندما يتولى الرئيس التالي منصبه، فإنه يستطيع اتخاذ قراراته بنفسه).. بينما قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه لن يتم الإعلان عن مثل هذا الأمر في المستقبل، الصواريخ ستتحدث عن نفسها).
قبل شهرين من الآن، كتب ديفيد إجناطيوس، في صحيفة (واشنطن بوست)، تعليقًا على عدم سماح بايدن استخدام كييف للصواريخ الأمريكية الصنع ATACMS بعيدة المدى ضد روسيا، أنه لن يكون الرئيس جو بايدن جيدًا في لعب الدجاج، كما أظهر مرة أخرى الأسبوع الماضي.. وتعد (لعبة الدجاج) إحدى نظريات الألعاب، وتُعرف أيضًا باسم لعبة (الصقر ـ الحمامة)، أو لعبة التزحلق على الجليد، وهي نموذج للنزاع بين لاعبين.. وتصف عادةً طرفين متجهين نحو بعضهما البعض.. إذا استمرا على نفس المسار، سيصطدمان، وإذا انحرف أحدهما ولم يفعل الآخر، فإن المنحرف يخسر ويطلق عليه اسم الدجاجة (دلالة على الجبن)، بينما يفوز الثاني.. وبدلًا من المخاطرة بالانتقام الروسي، انحرف بايدن عن طلب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، باستخدام الصواريخ الأمريكية لضرب أهداف في عمق روسيا.. وقد أدى ذلك إلى سخرية أنصار أوكرانيا من حذر بايدن، مُدَّعين أنه علامة على الضعف.. لكن هذا النقد يبدو سطحيًا للغاية..إذ لا ينبغي أن يكون ساكن البيت الأبيض متهورًا.. ولتجنب خطر التصعيد، كان بايدن يتبع نصيحة مستشاريه الاستخباراتيين، ويفي بالتزام أي رئيس بالحد من خطر الحرب النووية.
وكان على بايدن أن يتخذ خطوات عدوانية أخرى لدعم أوكرانيا، حتى لو رفض إعطاء الضوء الأخضر لضربات بعيدة المدى باستخدام صواريخ ATACMS، خصوصًا وأن أوكرانيا المرهقة، بدأت تترنح تحت ضغط هذه الحرب الفظيعة.. قاعدة زيلينسكي السياسية مجزأة، وحرب استنزاف طويلة ستسحق أوكرانيا.. يجب على الولايات المتحدة وحلفائها مساعدة كييف على الفوز بتسوية عادلة قريبًا، حتى لو لم يكن النصر الكامل الذي يسعى إليه زيلينسكي.. وكانت روسيا تشير بصوت عالٍ أكثر من أي وقت مضى، إلى أن الضربات الصاروخية الأوكرانية بعيدة المدى، هي (خط أحمر).. أوكرانيا تضرب بالفعل في عمق روسيا بأسرابها الخاصة من الطائرات بدون طيار والصواريخ.. لكن نظامATACMS، الذي يتطلب استهدافًا أمريكيًا، يختلف عند الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي شدد على أنه من خلال الإعلان الأسبوع الماضي، أن روسيا تقوم بمراجعة عقيدتها النووية، للتعامل مع الهجمات التي تشنها دولة غير نووية ـ أوكراني ـ تدعمها دولة نووية ـ الولايات المتحدة ـ على أنها (هجوم مشترك على الاتحاد الروسي).
ربما كان هذا مجرد (قعقعة سيوف).. لكن مسئولو الاستخبارات الأمريكية نصحوا بايدن، بأن هناك بعض المخاطر الحقيقية للتصعيد.. ويعتقد محللو الاستخبارات، أن بوتين يعتقد أن الولايات المتحدة وحلفاءها زادوا بشكل مُطرد دعمهم لأوكرانيا هذا العام.. تصوُّر الزعيم الروسي، هو أن الغرب يضاعف جهوده، لمنع خسارة أوكرانيا، وإذا أمكن، لتحقيق النصر على الكرملين.. ومع أن بوتين أراد أن تتركز الحرب في أوكرانيا، مع تقييد (قواعد الاشتباك) لكييف، فإن الغزو الأوكراني المفاجئ لكورسك الشهر الماضي كسر تلك الحدود.. سبب آخر لخطاب بوتين التصعيدي، وهو أن روسيا عانت من خمسمائة ثلاثين ألف فتيل في هذه الحرب، وفقًا لتقدير أوكراني.
ولمنع الغرب، كان بوتين يصعد الحرب (أفقيًا، كما يعتقد المحللون، من خلال نقلها إلى جبهات جديدة.. ومن الأمثلة على ذلك، الهجمات الروسية هذا العام على شبكة الطاقة الأوكرانية.. والسبب الآخر، هو حملة التخريب المتنامية داخل دول حلف شمال الأطلسي، التي تنظمها المخابرات العسكرية الروسية، غالبًا ما ينفذها رجال العصابات المحليون.. التصعيد الثالث، هو تحالف بوتين العميق مع إيران وكوريا الشمالية، وهما دولتان تعامل معهما الكرملين بحذر في الماضي.
فماذا سيفعل بوتين، وقد قرر بايدن السماح بضربات أعمق مع صواريخ ATACMS الأمريكية؟.
يعتقد المحللون، أن روسيا قد تسلح الخصوم الذين يهاجمون الولايات المتحدة بالفعل، مثل الحوثيين في اليمن.. لكن عند تسليح الحوثيين، سيتعين على الكرملين النظر في ردود فعل الدول المجاورة، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.. ومن خيارات التصعيد الأخرى، أن روسيا قد تضرب مراكز العبور في بولندا لشحنات الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا.. أو قد تستهدف العمليات الغربية في أوكرانيا بشكل أكثر عدوانية، بضرب شركات الدفاع أو العمليات الاستخباراتية التي تساعد كييف.. ويمكنك تخيل مخاطر أخرى.. فقد أشار نائب وزير الخارجية، كورت كامبل، إلى أن روسيا تتقاسم تكنولوجيا الغواصات الحساسة للغاية مع الصين، ولا ندري ما هي الأسرار الأخرى التي قد تشاركها مع إيران أو كوريا الشمالية، على سبيل المثال؟.. وقد سبق للرئيس الروسي السابق، ديمتري ميدفيديف، أن قال في يونيو الماضي، إنه بسبب هجوم أوكراني على خط أنابيب (نورد ستريم) الروسي، تشعر روسيا بأن لها ما يبررها في قطع كابلات الاتصالات الغربية تحت سطح البحر.
في مواجهة هذه المخاطر الاستراتيجية.. ما هي الفوائد التي ستوفرها ضربات ATACMS لأوكرانيا؟.
لا يعتقد المحللون الأمريكيون أن المكسب التكتيكي سيكون حاسمًا.. لقد نقلت روسيا بالفعل أسلحتها الرئيسية ومستودعات الأسلحة الكبيرة إلى ما وراء مدى ثلاثمائة كيلو متر.. ويمكن للصواريخ أن تضرب الخدمات اللوجستية ومراكز القيادة والسيطرة، لكن محللين أمريكيين يعتقدون أن أوكرانيا يمكن أن تستخدم بشكل أفضل، إمداداتها المتاحة من ATACMS لضرب أهداف في مناطق أوكرانيا التي تحتلها روسيا، حيث أصبحت قبضة بوتين عرضة للخطر بشكل متزايد.. وكما تشير هذه القائمة القاتمة من الخيارات التصعيدية، فإن الصراع الأوكراني ربما يكون أقرب ما يكون إلى حافة حرب شاملة بين القوى العظمى، منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.. في أكتوبر 2022، عندما كانت الخطوط الروسية تنهار في خيرسون وخاركيف، أخبرت الاستخبارات بايدن، أن هناك فرصة بنسبة 50 إلى50، أن يستخدم بوتين أسلحة نووية تكتيكية، وفقًا لمصدر مطلع.
ولمساعدة صناع القرار قبل عامين، أعد جراهام أليسون، الأستاذ في جامعة هارفاردـ الذي كتب الدراسة الكلاسيكية (جوهر القرار)، تمرينًا لكبار المسئولين، لتذكيرهم بالكيفية التي تجنب بها الرئيس جون كينيدي الكارثة في كوبا عام 1962، شمل مقتطفات من اجتماعات EX COMM التي وزن فيها كينيدي توصيات من جميع كبار مستشاريه تقريبًا، لقصف منشآت الصواريخ الروسية المضادة للطائرات، التي أسقطت طائرة تجسس U-2.. وعلى حافة الحرب، تراجع كينيدي خطوة إلى الوراء، قال للمجتمعين، (هل يمكننا أن نلتقي عند الساعة التاسعة مساءً، ويحصل الجميع على راحة لتناول الطعام، ثم يعودون ويرون؟).. ووفقًا لنسخة من تسجيلات اجتماعات EX COMM التي قدمها أليسون.. وبعيدًا عن حمى التصعيد، تحدث كينيدي مع شقيقه روبرت، وبدأ في صياغة طريق نحو تسوية لحفظ ماء الوجه، مع الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف.
هذا يعيدنا إلى (لعبة الدجاج) التي يتمنى زيلينسكي أن يلعبها بايدن مع بوتين.. لاحظ هيرمان كان، الأب الروحي للاستراتيجية النووية، في كتابه الصادر عام 1965 بعنوان (عن التصعيد) About escalation، أن لاعبًا (ماهرًا) في تلك اللعبة قد يدخل سيارته وهو في حالة سُكر واضح، أو يرتدي نظارات داكنة جدًا تحجب رؤيته.. وأنه قد يرمي عجلة القيادة من النافذة عندما يقترب من السيارة الأخرى.. (إذا كان خصمه يراقب، فقد فاز.. إذا كان خصمه لا يراقب، فلديه مشكلة).. يحتاج بايدن إلى مساعدة أوكرانيا بكل طريقة ممكنة خلال فترة حكمة المتبقية، لكن الحظ قد يغيب، لأنه يلعب لعبة متهورة، لها ما بعدها!!.
●●●
وما بعدها، أعلنه الكرملين، بأن روسيا سترد على ما وصفه بـ (قرار متهور من جانب إدارة جو بايدن)، بالسماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ أمريكية في عمق روسيا، سيجر الولايات المتحدة مباشرة إلى الصراع، ويزيد من خطر المواجهة مع حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة.. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن (هذا القرار متهور وخطير، ويهدف إلى تغيير نوعي وزيادة مستوى تدخل الولايات المتحدة في هذا الصراع)، وقد سبق أن أكد الرئيس فلاديمير بوتن، موقف روسيا، عندما تحدث في سان بطرسبرج في سبتمبر الماضي، أن الموافقة الغربية على مثل هذه الخطوة تعني، (التدخل المباشر لدول حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والدول الأوروبية في الحرب في أوكرانيا)، لأن البنية التحتية العسكرية وأفراد حلف شمال الأطلسي، سوف يتعين أن يشاركوا في تحديد الأهداف وإطلاق الصواريخ.. من الواضح، أن الإدارة المنتهية ولايتها في واشنطن، تنوي اتخاذ خطوات لمواصلة صب الزيت على النار، ومواصلة إثارة التوتر حول هذا الصراع في أوكرانيا.. ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) و(رويترز)، عن مصادر وصفتها بالقول، إن الخطوة الأميكيية جاءت جزئيًا ردًا على وصول جنود كوريين شماليين إلى منطقة كورسك الروسية للمساعدة في صد التوغل الأوكراني هناك.
وبينما قال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون فينر، إن روسيا صعدت الصراع (بنشر قوات دولة أجنبية على أراضيها).. يقول المسئولون الروس، إنهم يستطيعون نشر أي قوات يريدونها داخل روسيا، وأن الخطوة الأمريكية، إذا تأكدت، ستكون استفزازية للغاية بالنسبة للإدارة المنتهية ولايتها، لكنها لن تغير نتيجة الحرب.. تسيطر أوكرانيا على نحو ستمائة وخمسين كيلو مترا مربعًا من الأراضي الروسية في كورسك، في حين تسيطر روسيا، التي تتقدم بوتيرة أسرع من أي وقت مضى منذ بداية الحرب، على أكثر من مائة وعشرة آلاف كيلو متر مربع من أوكرانيا.. كان استيلاء أوكرانيا على جزء من منطقة كورسك هذا العام، بمثابة المرة الأولى التي يتم فيها استخدام الأسلحة الأمريكية على أراضٍ روسية ذات سيادة معترف بها دوليًا، منذ أن أرسلت روسيا قوات إلى أوكرانيا أوائل عام 2022.. وقد حذر الروس مرارًا وتكرارًا، من أن الغرب يلعب بالنار، من خلال استكشاف حدود ما يمكن أو لا يمكن لقوة نووية أن تتسامح معه.. لقد قام بوتن بتغيير العقيدة النووية الروسية، ليقول أن أي هجوم تقليدي على روسيا بمساعدة قوة نووية، يمكن اعتباره هجومًا مشتركًا على روسيا.. وفي أواخر أكتوبرالماضي، أكد أن وزارة دفاعه تعمل على طرق مختلفة، للرد إذا ساعدت الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي أوكرانيا، على ضرب عمق روسيا بصواريخ غربية بعيدة المدى.
●●●
وكما أثار قرار بايدن، ضرب أوكرانيا للعمق الروسي، بصواريخ أمريكية، فإن حلفاء الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، هاجموا بشدة القرار، الذي وصفه الكرملين بـ (التصعيد) في الحرب.. واتهم مساعدون رئيسيون لترامب، بمن فيهم نجله دونالد ترامب جونيور، والجمهوريون المتشددون في الكونجرس، وداعمون آخرون، بايدن بالسعي إلى إشعال فتيل (حرب عالمية ثالثة")، قبل تنصيب ترامب رئيسًا في يناير.. كتب دونالد ترامب جونيور على موقع X، (يبدو أن المجمع الصناعي العسكري يريد التأكد من بدء الحرب العالمية الثالثة، قبل أن تتاح لوالدي فرصة خلق السلام وإنقاذ الأرواح).. وكتب ريتشارد جرينيل، القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية خلال فترة ولاية ترامب الأولى، والذي كان يُنظر إليه كمرشح محتمل لمنصب وزير الخارجية، (لم يتوقع أحد أن يُصعِّد جو بايدن الحرب في أوكرانيا خلال الفترة الانتقالية.. هذا كما لو كان يشن حربًا جديدة تمامًا.. لقد تغير كل شيء الآن، كل الحسابات السابقة أصبحت باطلة ولاغية).
لقد تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية، بإنهاء مشاركة الولايات المتحدة في الحروب، واستخدام أموال دافعي الضرائب بدلًا من ذلك، لتحسين حياة الأمريكيين.. وقال إنه سينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا خلال أربعة وعشرين ساعة، دون أن يوضح كيف.. لكن هناك أمر واحد مؤكد: كان ترامب يرى نفسه دائمًا كصانع صفقات، ولن يرغب في أن يحصل بايدن على أي قدر من هذا الفضل.
ومع أن السماح لأوكرانيا بإطلاق الصواريخ على روسيا، من غير المرجح أن يكون له تأثير حاسم، إلا أن قرار البيت الأبيض سوف يشكل معضلة للإدارة القادمة، بشأن ما إذا كانت ستلغي تفويض بايدن لأوكرانيا على الفور بعد تنصيب ترامب، أو ستحتفظ به كورقة مساومة محتملة في المفاوضات، التي قال الرئيس المنتخب إنه يريد عقدها من أجل إنهاء القتال.. وفي حين أدان ترامب وحلفاؤه على نطاق واسع، الدعم العسكري المتزايد والمساعدات المالية للحكومة الأوكرانية، قال محللون إنه من غير الواضح، ما إذا كان ترامب سيتحرك على الفور لإلغاء القرار المتعلق بالصواريخ بعيدة المدى.
يقول مارك كانسيان، المستشار البارز في مركز أبحاث الدراسات الاستراتيجية والدولية، ومقره واشنطن، (في اليوم الأول، قد يعلنون تعليق هذا التفويض، في انتظار مراجعة السياسة تجاه أوكرانيا.. لكن هذا من شأنه أن يثير الكثير من الانتقادات، ويحيي كل هذه القصص حول بعض الصفقات مع بوتن).. إنه ليس من المؤكد أن ترامب سوف يلغي القرار على الفور.. (السبب الأول، هو أن التكلفة السياسية لا تستحق المكسب، ولكن ترامب أيضًا صانع صفقات، وهذا يعني التنازل عن شيء دون الحصول على أي شيء في المقابل.. البدء بتنازل، هو مجرد تكتيك تفاوضي سيئ).. وقد يدفع قرار البيت الأبيض الحلفاء الأوروبيين الذين يفرضون قيودًا مماثلة على استخدام صواريخهم بعيدة المدى في أوكرانيا، إلى اتباع نفس النهج.. ومن المتوقع أن تزود المملكة المتحدة أوكرانيا بصواريخ Storm Shadow، لاستخدامها على أهداف داخل روسيا في أعقاب قرار بايدن، حيث قال كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني، في قمة مجموعة العشرين، إن المملكة المتحدة بحاجة إلى (مضاعفة) دعمها لأوكرانيا.
وتمسكت ألمانيا بموقفها بعدم تزويد أوكرانيا بصواريخ Taurus بعيدة المدى، في حين قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بالفعل إن باريس منفتحة على النظر في إعطاء الضوء الأخضر، لاستخدام صواريخها لضرب الأراضي الروسية.. وقالت تيريزا فالون، مديرة مركز دراسات روسيا وأوروبا وآسيا في بروكسل، إن ردود الفعل بين المسئولين العسكريين الأوروبيين كانت متباينة، حيث أبدى البعض قلقهم إزاء احتمالات التصعيد، في حين أعرب آخرون عن (سعادتهم.. لأن أوكرانيا أصبحت قادرة الآن على استخدام المعدات دون قيود.. لكن هذا القرار جاء متأخرًا جدًا، وتحتاج أوكرانيا إلى أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها، واستخدام هذه المعدات للغرض الذي صممت من أجله.. ولكن، يجب أن نضع في اعتبارنا، أن هذا لن يغير قواعد اللعبة، وأن هناك حاجة إلى المزيد من المعدات).
أكدت تيريزا (لا أستطيع أن أتنبأ بما سيفعله ترامب.. ولكن بمجرد أن يتم وضع هذه الأمور في مكانها، سيكون هناك زخم لمواصلة استخدامها.. قد يكون من الصعب إعادتها إلى الصندوق.. ولكن من ناحية أخرى، إذا لم يكن هناك إعادة إمداد بالصواريخ، فإن استخدامها لأهداف في روسيا سيكون قد انتهى).. في حين أبدى الرئيس التنفيذي لشركة X Space، إيلون ماسك، وهو أحد المقربين من الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، رأيه في قرار الرئيس جو بايدن الواضح بالموافقة رسميًا على استخدام الصواريخ الأمريكية على أهداف في عمق الأراضي الروسية، متفقًا مع منشور جاء فيه أن (الليبراليين ـ الديمقراطيين ـ يحبون الحرب).
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.
أخبار متعلقة :