كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاوزت كافة الخطوط الحمراء بدعمها لإسرائيل وممارساتها الوحشية في شمال غزة، بعد إدعاء متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن إدارة بايدن لم تقيم أن إسرائيل تنتهك القانون الأمريكي ولن تغير سياستها في هذا الوقت، وذلك في إطار المهلة التي حددتها الولايات المتحدة لحكومة نتنياهو لمدة 30 يومًا لاتخاذ خطوات محددة لتحسين الوضع الإنساني في غزة.

وتابعت الشبكة الأمريكية، أن البيان الأمريكي يأتي في تناقض حاد مع نتائج منظمات المساعدات الإنسانية، التي تقول إن "الوضع الإنساني في غزة تدهور إلى أسوأ نقطة له منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023". 

ووُصف الوضع في شمال غزة على وجه الخصوص بأنه "مروع"، مع وجود مناطق معرضة لخطر المجاعة "الوشيك".

مهلة أمريكية

وتابعت الشبكة الأمريكية، أنه في الشهر الماضي، حدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن مهلة مدتها 30 يومًا للحكومة الإسرائيلية لاتخاذ إجراءات بشأن أكثر من اثني عشر إجراءً ملموسًا لتحسين "الوضع الإنساني المتدهور في غزة".

وفي يوم الثلاثاء، قالت مجموعة من 8 منظمات مساعدات إنسانية بشكل مشترك إن الحكومة الإسرائيلية "لم تفشل فقط في تلبية المعايير الأمريكية التي تشير إلى دعم الاستجابة الإنسانية، بل اتخذت في الوقت نفسه إجراءات أدت إلى تفاقم الوضع على الأرض بشكل كبير، وخاصة في شمال غزة".

وحذر بلينكن وأوستن في رسالتهما من أن "الفشل في إظهار التزام مستدام بتنفيذ هذه التدابير والحفاظ عليها قد يكون له آثار على السياسة الأمريكية" بموجب مذكرة الأمن القومي لإدارة بايدن وكذلك القانون الأمريكي. 

ويتطلب القسم 620I من قانون المساعدات الخارجية الأمريكية من الولايات المتحدة وقف المساعدات الأمنية للحكومات التي تقيد المساعدات الإنسانية الأمريكية.

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل: "نحن، في هذا الوقت، لم نقم بتقييم أن الإسرائيليين ينتهكون القانون الأمريكي".

وأضاف باتيل أن الحكومة الإسرائيلية اتخذت بعض التدابير الموضحة في الرسالة، وجادل بأنها ربما لم تحدث بدون ضغوط أمريكية.

وقال في مؤتمر صحفي: "لقد رأينا بعض التقدم يتم إحرازه، نود أن نرى المزيد من التغييرات تحدث".

وتابع: "الأمر الأكثر أهمية هو أننا سنستمر في مراقبة كيفية تنفيذ هذه الخطوات التي اتخذوها، وكيف يتم تنفيذها، وكيف يمكن الاستمرار في توسيعها، ومن خلال ذلك، سنستمر في تقييم امتثالهم للقانون الأمريكي".

كارثة إنسانية في قطاع غزة

وأكدت الشبكة الأمريكية، أنه بالرغم من الإدعاءات الإسرائيلية والأمريكية، فإنه وفقًا لمنظمات الإغاثة، "تدهور الوضع الإنساني في غزة إلى أسوأ نقطة له منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023".

وتابعت أنه كان هناك "عدم امتثال، أو تأخيرات كبيرة، أو تراجع" عن 15 من التدابير الموضحة في رسالة بلينكن وأوستن، وفقًا لبطاقة الأداء المشتركة لمنظمة الإغاثة الصادرة أمس الثلاثاء. 

وأضافت المنظمات، أنه لم يكن هناك سوى "تنفيذ جزئي أو غير متسق" لأربعة منها، لم يشهد أي من التدابير "تقدمًا كاملًا أو كبيرًا".

كما فشلت حكومة الاحتلال الإسرائيلية في فرض "فترات توقف إنسانية كافية" للسماح بالأنشطة الإنسانية، وإلغاء "أوامر الإخلاء عندما لا تكون هناك حاجة تشغيلية"، لضمان استمرار الوصول الإنساني إلى شمال غزة، أو تعزيز الأمن للمواقع والحركات الإنسانية، وفقًا لبطاقة النتائج.