نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العلاقة بين الدين والأبداع - نبأ العرب, اليوم الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 07:33 مساءً
الثلاثاء 12/نوفمبر/2024 - 07:24 م 11/12/2024 7:24:28 PM
في مصر والوطن العربي والشرق عموما يشكل الدين عنصرا أساسيا من عناصر الشخصية الإنسانية.
كما يشكل الدين ركيزة أساسية من ركائز بنيان المجتمعات الشرقية عموما، ومجتمعنا العربي علي وجه خاص.
لأجل هذا أصبح الموروث الديني يشكل كل عناصر الثقافة، سواء تلك الموروثة أو المكتسبة. وعلى ذلك انصاعت الثقافة إلى الدين، وأصبح الدين جزء لا يتجزأ من التكوين المعرفي والثقافي لدينا. ولأجل عدم طغيان الثقافة بكل مكوناتها على الدين، ظهر في المجتمع ما يعرف بالرقابة الدينية.
كان هدف الرقابة الدينية هو صيانة الجوهر الديني والأخلاقي والاجتماعي للناس، ويتم هذا عن طريق رعاية الشئون الدينية، وما يستتبع ذلك من إنشاء المدارس الدينية، وإفتاء الناس في دينهم، وإرشادهم الي صحيح الدين بالحسنى كما أمر رسولنا صلي الله عليه وسلم، وصولا إلى ميادين الدعوة الدينية في المساجد والجمعيات ومراكز التوجيه الديني.
وفي حالات ضعف سطوة الدولة سياسيا، بدأ الحاكم يقترب من رجال الدين، وظهرت حوله ما يعرف بالسلطة الدينية، التي بدأت في التدخل تدريجيا في الشئون الأخرى للدولة.
ولم يبدأ الكلام في مصر عن الرقابة الدينية إلا منذ ظهور المذاهب اليسارية التي بدأت تنظر الي الأديان كنوع من المخدر، وبدأت تلك الأفكار تجد قبولا لدي عديد من المثقفين باعتبارها أعلي مراحل الثقافة والفكر.
ومع أنه يجب مراعاة ما طرأ على المجتمعات الدولية من تطور ملحوظ في مبادئ حقوق الإنسان، وحق الفرد في التعبير عن وجهة نظره، وأي حقوق أخري تكون للإنسان باعتباره آدميا دون النظر الي لونه أو جنسه أو عقيدته.
ومع ازدياد الجدل والنقاش حول الجهة التي لديها حق التدخل أصبح من الضروري البحث عن سلطة، بالطبع حدث هذا في غياب الدولة كسلطة لها قوة الحسم والبت. وظل هذا الجدل يتصاعد، وبدأت تتصاعد معه حدة الانتقاد، وهنا ظهر المتشددون باسم الدين، ثم بلغت الذروة عندما تعرضت حياة عدد من المثقفين والمفكرين للخطر، مع قيام بعض المتطرفين الذين يتحدثون باسم الدين بالتعدي على سلطة الدولة وقيامها بممارسة الاتهام والعقاب نيابة عنها.
لم تتدخل الدولة بسلطتها التشريعية الممثلة في مجلس الشعب، ولكنها تركت الأمر للسلطة القضائية ممثلة في مجلس الدولة لاختيار الجهة التي لها حق الرقابة على الشأن الديني في الأعمال الثقافية والإبداعية.
وظهرت نقاط الخلافات التي يتسبب عنها الصدام بين المثقفين والسلطة الدينية. وهو ما أمكن حصر في عدة موضوعات خلافية يثور حولها الجدل.
وهي عبارة بعض الموضوعات تتعلق كلها بالشأن الديني، وتتدرج في درجة قداستها وإجلالها وتقديرها، ولا خلاف عليها بين الأديان.
وهي الموضوعات دائما تتسبب عند تناولها بكافة الإشكال الإبداعية والفنية في الخلاف بين والمثقفين والمبدعين والكتاب من ناحية، والسلطة الدينية في الناحية الأخرى.
وهي الموضوعات التي يجب على المثقفين والمبدعين والفنانين والكتاب مراعاتها، وعدم الخوض فيها، وتفاديها والبعد عنها في أعمالهم الإبداعية حتى لا يتم الاصطدام بالمؤسسة الدينية.
وتلك الموضوعات تنقسم إلى قسمين:
أولا: موضوعات بالغة التقديس وولها كل الإجلال. وتعتبر من المحظورات التي لا ينبغي المساس بها على أي وجه من الوجوه وذلك لما تتمتع به من قدسية وجلال في نفوس المسلمين ويشاركهم فيها غيرهم من الديانات الأخرى وهي:
- الذات الإلهية.
- النصوص الدينية، وتشمل كل الكتب السماوية المعروفة التي أنزلها الله على رسله وما يخص منها المسلمين والمسيحيين واليهود.
- شخصيات الأنبياء والرسل ووأقوالهم وتصرفاتهم وما صدر عنهم.
- مفردات العقائد الدينية والعبادات والشعائر للديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية.
ثانيا: محظورات ينبغي الحذر الشديد عند تناولها.
أي أنه يجب مراعاة الحذر عند الاقتراب منها أو تناولها بأي صورة من صور التعبير وهي:
- عدم إظهار صوره لشخصية الرسول صلي الله عليه وسلم صراحة أو رمزا، أو صور أحد من الخلفاء الراشدين، أو آل البيت والعشرة المبشرين بالجنة من أصحاب رسول الله، أو سماع أصواتهم، سواء كانت تلك الصور متخيلة او غير حقيقية. سواء رسمت باليد أو أي صورة أخري من وسائل التصوير، أو حتى مجرد تمثيلها أو تجسيدها وتشخيصها في أي فن من الفنون المعروفة، أو تقليد صوتها. ويراعي الرجوع الي المؤسسات والمرجعيات المختصة عند تناول هذا البند من المحظورات.
- مع الأخذ في الاعتبار أن الديانات الأخرى لا تمانع في هذا الأمر، وتتقبل طواعية تصوير السيد المسيح والسيدة العذراء والقديسين، كما قام عدد من الرسامين العالميين والمشهورين برسمه بصور ورسوم بالغة الاحترام والتقدير.
- تمجيد وتحبيذ، أو الدعوة الي الدعوات الإلحادية، والتعريض بالأديان السماوية والعقائد الدينية الخاصة بها بأي صورة من صور التعبير. على أنه مما تجدر الإشارة إليه أن بعض الدول الأوروبية المتقدمة تضع قيودا على بعض العقائد التي تري أنها تؤثر تأثير سياسيا على استقرارها، وعلى الأخص الدعوات الشيوعية والنازية والعنصرية. كما أن بعض الدول الغربية تجرم التعريض بالأديان.
- ظهور اداء وتلاوة وقراءة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وجميع ما تتضمنه الكتب السماوية، وتصوريها على نحو يخل بوقارها المفترض، أيا كانت الصورة التي تظهر بها، من حيث عدم مراعاة أصول التلاوة، أو الخطأ في القراءة ، أو عدم مراعاة تقديم الشعائر الدينية على وجهها الصحيح، وما يتبعها من الاحترام الذي يليق بها وتبجيلها وتوقيرها.
- مراعاة عدم إعلاء شأن أعمال السحر والدجل والشعوذة.
- عرض مراسم الجنائز أو دفن الموتى، او نقل الجثث، ونشر صور الموتى بما يتعارض مع جلال الموت وقدسيته واحترامه ومهابته. ما عدا ما يتعلق بمسائل كشف الجريمة او التعليم والتدريب على مكافحة الجريمة وكشفها بالطرق العلمية.
- عدم تحبيذ وتمجيد أعمال الرذيلة مما يوحي باتخاذها وسيله لخدمه غايات نبيلة. وإظهار الجسم البشري عاريا على نحو يتعارض مع المألوف وتقاليد المجتمع ومراعاة ألا تكشف الملابس التي يرتديها الممثلون عن العورات الواجب إخفائها، وإبراز الزوايا التي تفصل أعضاء الجسم، او تؤكدها بشكل فاضح ، وتتنافي مع المألوف من عادات المجتمع. وتصوير أوضاع الجماع، أوالمشاهد الجنسية المثيرة او مشاهده الشذوذ الجنسي، والحركات المادية والعبارات التي توحي بما تقدم.
0 تعليق