نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف يُلبي ترامب طموحات القمة العربية الإسلامية؟ - نبأ العرب, اليوم الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 02:54 مساءً
الثلاثاء 12/نوفمبر/2024 - 02:51 م 11/12/2024 2:51:04 PM
ترك الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ميراثًا من (الحروب المتفجرة) في أوكرانيا والشرق الأوسط، ومُحتملة حتى مع الصين، أمام الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، عليه مواجهتها ووضع حلول لها، بمجرد دخوله إلى البيت الأبيض، في العشرين من يناير القادم.. وينقص وصف هذه الحروب كلمة (خاسرة)، ليجد ترامب نفسه بين سعيه لمواجهة (الضغط الأقصى) على أطراف هذه الحروب، والزج بالولايات المتحدة في آتونها، وهو ما لن يسعى إليه أبدًا، لاعتبارات عديدة، وبين تقديم تنازالات لإطفاء ما أشعله سلفخ بايدن، وبين هذا وذاك، هناك (الصفقات)، التي يجيدها ترامب، والتي قد تلقى قبولًا لدى كافة الأطراف، التي تجد في مثل هذه الصفقات تحقيق لمصالحها، فيما عدا إسرائيل، التي فشلن حتى الآن في تحقيق أهداف ما أقدمت عليه، في غزة ولبنان والضفة الغربية واليمن، وفي أوكرانيا، حيث يواجه زيلينسكي مصير بلاده، وقد فقدت جزءًا غير قليل من أراضيها.
وللتشاور فيما بين الدول العربية، ورسم خطوط المرحلة المقبلة في المنطقة، بعد تولي ترامب مقاليد الحكم في واشنطن، انعقدت القمة العربية الإسلامية في العاصمة السعودية الرياض أمس الثلاثاء، وقد شهدت جلستها الافتتاحية، تنديد بجرائم إسرائيل والمطالبة بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.. والتي شارك فيها عدد من القادة والرؤساء، بينهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبد الله، الثاني.. كما شارك رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، والرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ومحمد رضا، النائب الأول لرئيس إيران، حيث
أكد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في افتتا القمة، أن (إمعان إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني يعوق جهود السلام)، مطالبًا بضرورة (مواصلة الجهود المشتركة لإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية)، ومشددًا على رفض انتقاص دور السلطة الفلسطينية.. وجدد ولي رفض الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وندد بمنع الأونروا وإعاقة المنظمات الإغاثية في تقديم المساعدات، ودان العمليات العسكرية التي تستهدف أراضي لبنان وتنتهك سيادته، ورفض الهجمات على الأراضي الإيرانية.
وكما بدأت القمة بالتنديد بجرائم إسرائيل، والمطالبة بدولة فلسطينية، دعا زعماء الدول العربية والإسلامية ـ في البيان الختامي للقمة ـ إلى وقف الحرب على قطاع غزة، ورفضوا توصيف الحرب الانتقامية الإسرائيلية على أنها (دفاع عن النفس)، أو تبريرها تحت أي ذريعة.. بل أدانوا العدوان الإسرائيلي على غزة، و(جرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية واللا إنسانية، التي ترتكبها (حكومة الاحتلال الاستعماري)، مؤكدين على جميع الدول (وقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل)، كما دعا الزعماء إلى كسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية إلى القطاع، وإلى الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، بينما طالب ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى توفير ممرات إنسانية للمدنيين في قطاع غزة، والوقف الفوري (للعمليات العسكرية).
●●●
في كمته أمام القمة، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن المواطنين فى دولنا العربية والإسلامية، بل وجميع أصحاب الضمائر الحرة عبر العالم، يسألون؛ ولهم كل الحق، عن جدوى أى حديث عن العدالة والإنصاف، فى ظل ما يشاهدونه، من إراقة يومية لدماء الأطفال والنساء والشيوخ.. ونقولها بمنتهى الصراحة: إن مستقبل المنطقة والعالم، أصبح على مفترق طرق، وما يحدث من عدوان غير مقبول على الأراضى الفلسطينية واللبنانية، يضع النظام الدولى بأسره على المحك.. لذا، فإن مصر تدين بشكل قاطع، حملة القتل المُمنهج، التى تُمارس بحق المدنيين فى قطاع غزة.. وباسم مصر، أعلنها صراحة: إننا سنقف ضد جميع المخططات، التى تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر تهجير السكان المحليين المدنيين، أو نقلهم قسريًا، أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة.. وهو أمر؛ لن نقبل به تحت أى ظرف من الظروف.. ونكرر: إن الشرط الضرورى لتحقيق الأمن والاستقرار، والانتقال من نظام إقليمى، جوهره الصراع والعداء، إلى آخر؛ يقوم على السلام والتنمية.. هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ليس فلسطين فحسب، بل أعاد الرئيس السيسي التأكيد على أن مصر ملتزمة بشكل كامل، بتقديم العون للأشقاء فى لبنان، دعمًا لصمود مؤسسات الدولة اللبنانية، وفى مقدمتها الجيش اللبنانى، سعيًا لوقف العدوان والتدمير، الذى يتعرض له الشعب اللبنانى الشقيق، وتكثيفًا للجهود الرامية للوقف الفورى لإطلاق النار، والتنفيذ الكامل وغير الانتقائى، لقرار مجلس الأمن رقم 1701.. وفى ختام كلمته، قال الرئيس السيسي، (أوجه حديثى، ليس فقط للشعوب العربية والإسلامية، وإنما لزعماء وشعوب العالم أجمع، فأقول لهم: إن مصر، التى تحملت مسئولية إطلاق مسار السلام فى المنطقة منذ عقود، وحافظت عليه رغم التحديات العديدة، ما زالت متمسكة بالسلام، كخيار إستراتيجى، ووحيد لمنطقتنا.. وهو السلام القائم على العدل، واستعادة الحقوق المشروعة، والالتزام الكامل بقواعد القانون الدولى.. ورغم قسوة المشهد الحالى، فإننا متمسكون بالأمل، وواثقون من أن الفرصة مازالت ممكنة، لإنقاذ منطقتنا والعالم من ممارسات عصور الظلام، والانتقال لبناء مستقبل، تستحقه الأجيال القادمة، عنوانه الحرية والكرامة والاستقرار والرخاء).
الدولتان الإقليميتان المشاركتان في القمة، لم تفوتا الفرصة، دون الإعلان عن نفسيهما.. إذ دعا الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان إلى محاسبة إسرائيل على جرائمها في غزة، وقال، إن على مجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية النظر في تلك الجرائم.. إن الكلمات تعجز عن وصف ما يجري في غزة، من استهداف للمدنيين والمستشفيات ودور العبادة والمدارس بشكل وحشي، متهمًا إسرائيل بمحاولة الانتقام، لأحداث السابع من أكتوبر الماضي، بقتل الأبرياء والأطفال والنساء.. لقد صارت غزة، التي حُرمت من المساعدات الإنسانية، تشبه جهنم، ويجب أن نبذل جهودًا لمحاسبة إسرائيل على جرائمها.. رأينا أمهات يحضُّن أطفالهن وقد فارقن الحياة، وآباء يبحثون عن أفراد عائلاتهم بين الركام والحطام.. 73% ممن فقدوا أرواحهم في غزة والضفة من النساء والأطفال، وحالة الجنون هذه لا يمكن تفهمها.. وانتقد الرئيس التركي الموقف الغربي حيال الحرب الإسرائيلية على غزة، وقال إن الدول الغربية لم تدعُ حتى لوقف إطلاق النار، وأكد أن (من يسكت على الظلم هو شريك فيه)، إن الولايات المتحدة والغرب يدَّعيان حقوق الإنسان، لكنهما للأسف نسيا ذلك أمام ممارسات إسرائيل.
وطالب الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، عبر كلمته التي ألقاها نائبه الأول، محمد رضا، أمام المجتمعين في القمة، باتخاذ قرار تاريخي وحاسم بشأن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، مؤكدًا ضرورة أن تلعب منظمة التعاون الإسلامي دورًا صحيحًا يجسد معاني الوحدة والانسجام، (نجتمع اليوم بالنيابة عن الأمة الإسلامية لنجدة الشعب الفلسطيني، وهذا يوم تاريخي للدفاع عن المسجد الأقصى)، وأشار إلى أن المظاهرات المليونية في مختلف أنحاء العالم تؤكد، أن الدفاع عن فلسطين في ضمير الشعوب، وأن غزة باتت أكبر سجن في العالم بسبب الحصار الذي تتعرض له، في ظل ما يقوم به (الكيان الصهيوني)، الذي ينتهك القوانين الدولية في حربه الشاملة على غزة، و(لدينا مسئولية أمام الله تجاه ما يحدث في غزة، وعلى الجميع اليوم أن يحددوا في أي صف يقفون)، بعدما اصطفت الولايات المتحدة "شريكًا لإسرائيل في جرائمها، وقد دخلت الحربَ عمليًا لصالح إسرائيل، وهي ترسل شحنات كبيرة من السلاح لها يوميًا، وتفسح لها المجال لممارسة مزيد من القتل وسفك الدماء).. ودعا بزشكيان للفت الانتباه إلى برنامج إسرائيل النووي، وقال إن الحل المستدام هو إقامة دولة فلسطينية من البحر إلى النهر، و(إذا لم يسفر اجتماعنا اليوم عن اتخاذ خطوات، سيؤدي ذلك إلى خيبة أمل لدى الشعوب الإسلامية).
فيما قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إن قوات الاحتلال بدأت حرب إبادة لا مثيل لها بحق شعبنا، وتخطت كل الخطوط الحمراء، متهمًا سلطات الاحتلال ومن يساندها بـ (تحمل المسئولية عن قتل كل طفل وامرأة في هذه الحرب الظالمة)، فالولايات المتحدة، بدعمها الكامل للاحتلال، تتحمل مسئولية عدم التوصل إلى حل سياسي للأزمة، لذا، فقد طالب بـ(حماية دولية واعتماد حل يتم تنفيذه وفقًا للشرعية الدولية والمبادرة العربية)، بعد أن فشل (المجتمع الدولي في اتخاذ ما من شأنه وقف المجازر، ووضع حد لهذه الحرب العدوانية، كما قال أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مُضيفًا (لاحظنا قبل الحرب ارتفاع مناعة بعض الدول تجاه قتل المدنيين وقصف المستشفيات والملاجئ).. وتساءل (من كان يتخيل أن المستشفيات ستقصف علنًا في القرن الحادي والعشرين؟.. وإلى متى يظل المجتمع الدولي يُعامل إسرائيل وكأنها فوق القانون الدولي؟)، مؤكدًا أن (النظام الدولي يخذل نفسه قبل أن يخذلنا، بالسماح بقصف المستشفيات والأحياء والمخيمات.. لكن، موقفنا ثابت في دعم صمود الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة).
●●●
إن الدعم الأمريكي المُطلق، كان مُحفزًا لارتكاب إسرائيل، منذ السابع من أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من مائة وستة وأربعين ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على عشرة آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.. وتواصل إسرائيل مجازرها، متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية، باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية، وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في القطاع.. لذا، دعت حركة حماس، الدول العربية والإسلامية المجتمعة في الرياض، إلى الاضطلاع بواجبها ومسئوليتها تجاه مدينة القدس المحتلة، التي تتعرض لحملة تهويد إسرائيلية ممنهجة، (آن الأوان أن تتحمل الدول الإسلامية مسئولياتها الدينية والسياسية تجاه المدينة المقدسة، التي تتعرض لحملة تهويد واسعة من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلية المتطرفة).. والدول الإسلامية تمتلك الإمكانات اللازمة للضغط على دول العالم، من أجل كبح الاحتلال الإسرائيلي ووقف جرائمه بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية.. ومن المهم، تنفيذ ما صدر عن القمم الإسلامية السابقة، والتي رفضت أي تغيير في واقع مدينة القدس والمسجد الأقصى، (الاعتداءات المتصاعدة من قبل المستوطنين في المسجد الأقصى، وعمليات الهدم في القدس، خصوصًا في بلدة سلوان، تؤكد نهج الاحتلال التهويدي، ومطامعه في السيطرة الكاملة على المدينة المقدسة).. وبالتزامن مع الإبادة المتواصلة في قطاع غزة، وسَّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، كما صعد المستوطنون اعتداءاتهم.. بما يعني أن الأمور لا تسير نحو الحل المأمول، ويجعل من غايات الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، في إنهاء الحروب في المنطقة، وشيوع السلام بين أرجائها، أمر مشكوك في مصداقيته!.
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.
0 تعليق