نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فريدريش دورينمات الذى يرانا كما نحن - نبأ العرب, اليوم الجمعة 8 نوفمبر 2024 07:15 مساءً
اشتهر الكاتب المسرحى السويسرى، فريدريش دورينمات، بين جمهور المسرح المصرى من خلال رائعته «زيارة السيدة العجوز» ١٩٥١.
يتميز مسرح دورينمات برؤيته العميقة التى تتجاوز واقعه السويسرى إلى آفاق العالم، وهو ما يجعله أقرب للفلاسفة الذين تنطبق مقولاتهم على كثير من الأوضاع والأحوال مع اختلاف الزمان والمكان.
إلى جانب «زيارة السيدة العجوز» قدم دورينمات ١٩٢١- ١٩٩٠ العديد من المسرحيات والتمثيليات الإذاعية، منها مسرحية «قضية ظل الحمار» ترجمة محمد يسرى خميس.
فى مسرحية «قضية ظل الحمار» يختلف الطبيب، الذى أجّر حمارًا من صاحبه لينتقل به من المدينة لمدينة أخرى، وصاحب الحمار: هل يحق للطبيب أن يجلس فى ظل الحمار، لقد أجّر الحمار ليوم كامل، لكن صاحب الحمار يقول له إن الحمار شىء وظله شىء آخر، فيرفع صاحب الحمار على الطبيب قضية يطالبه بأجر استغلال ظل حماره، ويرفع الطبيب على صاحب الحمار قضية، لأنه عطله ولم يجعله يكمل مشواره.
تتشابه أحداث المسرحية وأحوال البلدة التى تحدث فيها الوقائع المسرحية مع الحالة المصرية الآنية، فلا أحد يشعر بأحد، ولا أحد يتعاطف مع أحد، ولا أحد يضع نفسه مكان أحد.. كل فى بوتقته، فى محارته، فى عالمه.
يقول القاضى: «صاحب الصوت العالى يعطينى انطباعًا بأنه على حق، فعندما يأتى إلىّ رجل غنى ومعه لص، أستمع أولًا للغنى والغنى بالطبع على حق، فهو مالك الأشياء التى يمكن أن تُسرق، وعلى المرء ألا يسرق، ثم أستمع إلى اللص فأجد أنه أيضًا على حق، فعلى المرء ألا يجوع والإنسان فى حاجة إلى الخبز».
فى بلاد «قضية ظل الحمار» الأغنياء بخلاء والفقراء طماعون، ويستفيد من هذا الصراع ويزيده أطراف متعددة باسم العدالة الاجتماعية، المساواة، الحقوق الإنسانية، لكن لا أحد يعترف بأنه يحقق مصالحه الخاصة فقط وتضيع وتحترق مصلحة البلد.
فى بلاد «قضية ظل الحمار».. لا يتم الدخول أبدًا للقضية.
القاضى: لقد توقعت ذلك، ألا ندخل فى الموضوع، ونظل نتحدث عن المُثل العليا والمبادئ وتبدأ المعركة.
فى مدينة ظل الحمار يعتبر كثير من الزوجات أن ضرب الأزواج لزوجاتهم شىء طبيعى، عادى.
تقول كروبيل: بالطبع، هذا ما يفعله كل الرجال طالما هم بصحتهم، لكنهم لا يضربون النساء الثريات، فهذا مكتوب فى عقد الزواج، لكن «ماستاكس» يضرب بشكل أكثر تحضرًا من كولون، مرتين فى الأسبوع، هذه نقلة حضارية جبارة، شىء يمكن أن نسميه التمدين.
فى بلاد «قضية ظل الحمار» يكتب المثقفون فى مجلاتهم وجرائدهم عن الشعب المعلم الواعى الذى أبهر العالم بثورتين لا يجب التفريق بينهما، وعلى صفحات الفيسبوك يعترضون على اختياراته وما يقوم به.
فى بلاد «قضية ظل الحمار» يبعث تاجر السلاح لكلا الحزبين المختلفين: «نتابع بكل دقة واهتمام معركة حزبكم الشجاع، أشارككم الرأى كلية وبقوة أن السلام هو هدفنا النهائى، لكن فى مواجهة النوايا الشريرة للحزب الآخر يجب أن نكون على أعلى درجة من درجات الاستعداد لأسوأ الاحتمالات الممكنة.. والشركة تنتهز الفرصة لتقدم لكم عرضًا خاصًا عبارة عن مجموعة من السيوف النادرة.. كما نود أن نذكركم بمجموعة الحراب الشهيرة».
فى بلاد «قضية ظل الحمار» لا شىء يكتب نهاية شىء.. بل كل المتناقضات تتجاور وتتمازج ليختار كل منا ما يدعم منها موقفه، ويسوّر قطعة الأرض التى يسكنها أو خانة الشطرنج التى يترك منها وإليها.
فى بلاد «قضية ظل الحمار» يدور هذا الحوار بين رجل وبلطجى:
- رجل: إننى أؤمن بوطنى.
- تيفيس: فكرة مثالية عظيمة، سليمة تمامًا، يمكن بها عقد صفقات طيبة، جمعت من ورائها الكثير من المال.
0 تعليق