نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من الهندسة العسكرية إلى الأدب.. جولة في مسيرة دوستويفسكي - نبأ العرب, اليوم الاثنين 11 نوفمبر 2024 11:49 صباحاً
203 أعوام مرت على ميلاد الكاتب والروائي الروسي فيودور دوستويفسكي، الذي ولد في 11 نوفمبر لعام 1821، بموسكو، وترعرع في منزل العائلة الذي يقع بالقرب من مستشفى ماريانسكي للفقراء والذي يُعتبر حيا فقيرا من الطبقة الدنيا على طرف موسكو، لأب وأم كانا السبب الرئيسي لتعلقه بالأدب، وذلك بسبب قصص ما قبل النوم الذين كانا يقرآنها له، كما أن بعض تجاربه في طفولَته أثرت على كتاباته لاحقا.
بداية دوستويفسكي
اطّلع "دوستويفسكي" على الأدب منذ صغره، ففي الثالثة من عمره، طالع الملاحم البطولية والحكايات والأساطير الخرافية، وعندما بلغ الرابعة، قامت والدته بتدريسه "الكتاب المقدس" ليتعلم من خلاله القراءة والكتابة، وعرفه والداه بمختلف أنواع الأدب، ومن ضمنهم الأدباء الروس مثل كرامزين وبوشكين وديرزهافين؛ وكذلك الأدب القوطي، والرومانسي، والحكايات البطولية، وملاحم هوميروس.
بعدما أكمل عامه الخامس عشر وتحديدا عام 1837 توفيت والدته، وفي نفس الوقت ترك المدرسة والتحق بمعهد الهندسة العسكرية، وبعد تخرجه عمل مُهندسا واستمتع بأسلوب حياة باذخ، وكان يترجم كُتبا في ذلك الوقت ليكون كدخلٍ إضافي له.
أعمال دوستويفسكي
في مُنتَصف الأربعينيات كَتب روايته الأولى "المساكين" التي أدخلته في الأوساط الأدبية في سانت بطرسبرج حيث كان يعيش، وبعد فترة أدرك "دوستويفسكي" أن مهنته العسكرية ستعرض حياته الأدبية المزدهرة للخطر، لذلك كتب خطابا يطلب فيه الاستقالة من منصبه. وبعدها بفترة قصيرة كتب روايته الثانية "الشبيه".
في عام 1849 ألقي القبض عليه لانتمائه لرابطة "بيتراشيفسكي" وهى مجموعة أدبية سرية تناقش الكتب الممنوعة التي تنتقد النظام الحاكِم في روسيا وحكم عليه بالإعدام، ولكن خفف الحكم في اللحظات الأخيرة، فقضى 4 سنوات مع الأشغال الشاقة تلاها 6 سنوات من الخدمة العسكرية القسرية فى المنفى.
فى السنوات اللاحقة، عَمِل دوستويفسكي كصحفي، ونشر في العديد من المجلّات الأدبية، وعُرِفت تلك الأعمال بـ"مذكرات كاتب" وهي مجموعة مجمعة من مقالاته خلال أعوام 1873-1881، وقد واجه صعوبات مالية بعد أن سافر لبلدان أوروبا الغربية ولعب القمار.
أصبح "دوستويفسكي" واحدا من أعظم الكتاب الروس وأكثرهم تقديرا واحتراما، تحوي رواياته فهمًا عميقًا للنفس البشرية وتقدم تحليلًا ثاقبًا للحالة السياسية والاجتماعية والروحية لروسيا في القرن التاسع عشر، وتتعامل مع مجموعة متنوعة من المواضيع الفلسفية والدينية، وتضم أعماله الكاملة 11 رواية طويلة، و3 روايات قصيرة، و17 قصة قصيرة، وعددا من الأعمال والمقالات الأخرى.
قد ترجمت كتبه لأكثر من 170 لغة، وقد تأثر بعدد كبير من الكتاب والفلاسفة في ذلك الوقت منهم: بوشكين، جوجول، شكسبير، ديكنز، بلزاك، ليرمنتوف، وهوجو، وكانت كتاباته تُقرأ على نطاق واسع داخل وخارج موطنه روسيا، وأثرت على العديد من الكتاب الروس وغير الروس منهم جان بول سارتر، وفريدريك نيتشه، وأنطون تشيخوف، وألكسندر سولجنيتسين.
0 تعليق