نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
موت أمي جعلني ألتمس حنان المرأة.. مأساة عاشها محمد إبراهيم أبو سنة - نبأ العرب, اليوم الاثنين 11 نوفمبر 2024 01:15 صباحاً
تحدث الشاعر الكبير الراحل محمد إبراهيم أبو سنة والذي وافته المنية صباح الأحد، عن القرية في حياته وذلك في حوار أجري معه على صفحات مجلة الأقلام عام 1987.
محمد إبراهيم أبو سنة
يقول الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة عن حضور المرأة في شعره:" احتلت المرأة موقعا بارزا في شعري بسبب الفقد المبكر لامي وتطلعي إلى التماس الحنان لدى المصدر الأول للرقة والجمال والذي تمثله المرأة.
ويكمل:” وربما تكون الدوافع العميقة التي تحركها حاجتي إلى المرأة قد اوقعتني في رسم صورة مثالية أو خيالية. فقد رأيت في المرأة الحبيبة نوعًا من الخلاص المطلق لأحزان حياتي كما توهمت لفترة طويلة أن المرأة كائن فوق الإنسان ودون الملاك بفارق بسيط فهي في خيالي الأول، الجمال المطلق الذي يشع بالخير والحنان والرقة.
وتابع؛ وكانت غربتي المبكرة أيضًا وراء نشدان الطمأنينة والأمن لدى المرأة، وهناك توضيح أحب أن أعرضه في هذا المجال، لقد خلطت بصورة كاملة بين مفهوم المرأة ومفهوم الحب. بمعنى أن تصوري للحب كقيمة مطلقة يمكن أن يكون وسيلة لخلاص نهائي من عذاب الحرمان العاطفي وألم الغربة وقسوة الوحدة وهذا تصور قد لا يكون مجافيًا تمامًا للواقع.
المرأة عند محمد إبراهيم أبو سنة
ويواصل:" أما الذي أوقعني في التناقض فهو أنني نظرت للمرأة باعتبارها المصدر الوحيد لكل هذه القيم وأنها تتجسد بصورة مطلقة أيضًا ولم أتوقف عند التفاصيل الانسانية للمرأة ككائن بل نظرت إليها باعتبارها كائنًا مجردًا يعني الحب بكل دلالاته الأخرى.
من ناحية، كانت المرأة في شعري جذرًا عميقًا لمجموعة من التجارب والأحلام والأشواق تتعلق بالغربة والوحدة والاشباع العاطفي والشوق إلى المطلق والبحث عن خلاص، وهذا ما دفع النقاد إلى اتهامي بالرومانسية، وكان لابد من الوقوع في بعض الأخطاء والصدمات العاطفية والالتحام الانساني بالمرأة حتى يتراجع هذا الفهم وتحل محله صورة إنسانية للمرأة التي مرت في تجربتي بعدد من المراحل بدأت بالمثال ثم المعنى حتى تصل إلى الانسان.
ويختتم:” إن تجربة المرأة في شعري تكتسي خصوصية من طبيعة تكويني من الناحية الوجدانية وطبيعة الواقع الذي تقلبت بين أحواله زمانًا ومكانًا فوق رقعة تمتد من الريف إلى المدينة ومن الخيال إلى الواقع.
0 تعليق