نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اليهود خذلوا ترامب.. لكن نتنياهو الرابح وعباس مُحبطة - نبأ العرب, اليوم الأحد 10 نوفمبر 2024 10:42 مساءً
الأحد 10/نوفمبر/2024 - 10:33 م 11/10/2024 10:33:45 PM
في خطاب النصر، الذي ألقاه في أعقاب فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية، أشار الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، إلى الدوائر الانتخابية المرتبطة تقليديًا بالديمقراطيين، الذين صوتوا لصالحه في يوم الانتخابات، الناخبون السود، والنساء، واللاتينيون، والأمريكيون العرب والمسلمين.. ولم يذكر ترامب اليهود، وهم فئة سكانية قال قبل الانتخابات إنها (ستكون مسئولة إلى حد كبير) عن خسارته، وهم الذين اعتادوا أن يصوتوا، في غالبيتهم الكبيرة، لصالح الديمقراطيين، وهو ما حدث مرة أخرى خلال الانتخابات الأخيرة.. قال ترامب، (كانت هذه الحملة تاريخية للغاية في كثير من النواحي.. لقد بنينا أكبر وأوسع تحالف وأكثرها توحدًا.. لم يروا مثله قط في تاريخ أمريكا.. لم يروا أي شيء من هذا القبيل قط.. شباب وكبار، رجال ونساء، ريفيون وحضريون. وكانوا جميعًا يساعدوننا الليلة.. عندما تفكر، أعني، كنت أنظر إليه، كنت أشاهده، لقد كان لديهم بعض التحليلات الرائعة للأشخاص الذين صوتوا لنا.. لم يسبق لأحد أن رأى شيئًا كهذا يخرج من قبل).. وتابع ترامب (لقد جاءوا من كل الأطياف، من نقابيين وغير نقابيين، من الأمريكيين من أصل إفريقي، والأمريكيين من أصل إسباني، ومن أصل آسيوي، والأمريكيين العرب والمسلمين.. لقد كان لدينا الجميع.. وكان الأمر جميلًا.. لقد كان إعادة تنظيم تاريخية، توَّحد المواطنون من جميع الخلفيات، حول جوهر مشترك من الفطرة السليمة).
وقد أظهرت العديد من المجموعات التي استشهد بها ترامب، بما في ذلك الأمريكيون من أصل إفريقي، واللاتينيون، والعرب والمسلمون الأمريكيون، تحركات نحوه، في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات، وفي استطلاعات الرأي بعد الانتخابات.. وعلى الرغم من نيته المؤيدة لإسرائيل، نجح ترامب في تنمية قاعدة من الأمريكيين المسلمين والعرب في ميشيجان، وهي ولاية تضم أعدادًا كبيرة من السكان، والتي فاز بها، من خلال استهداف استياء المجتمعات هناك، من منافسته نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، بسبب دعمها لإسرائيل.. وفي خطاب اعترافها بالهزيمة، قالت هاريس إنها اعترفت أمام ترامب، لكنها أشارت أيضًا إلى فشله في الاعتراف بهزيمته عام 2020 أمام جو بايدن.. وقالت وهي تتحدث أمام حشد من المؤيدين الباكين في جامعتها الأم، جامعة هوارد في واشنطن العاصمة، وهي جامعة تاريخية للسود، (المبدأ الأساسي للديمقراطية الأمريكية، هو أنه عندما نخسر الانتخابات، فإننا نقبل النتائج).. وقالت إنها لن تتخلى عن نضالها من أجل تحقيق أجندتها، (هذا ليس الوقت المناسب للاستسلام، بل هو الوقت المناسب للعمل الجاد).
وفقًا لاستطلاعات الرأي، بدا أن اليهود ملتزمون بتقاليدهم القديمة في التصويت للديمقراطيين، بنسب تتراوح بين 65% و80%.. وقد أظهر أحد استطلاعات الرأي حصول هاريس على 77% من أصوات اليهود، بينما أظهر استطلاع آخر حصولها على 71%، وقدَّر تحليل ما بعد التصويت حصة هاريس بنحو 67%.. وهنا، تُفسر هالي سويفر، الرئيسة التنفيذية للمجلس الديمقراطي اليهودي في الولايات المتحدة، في تغريدة: أن (الناخبون اليهود، هم الشريحة الوحيدة من الناخبين، التي لم يُحقق فيها ترامب تقدمًا ملموسًا.. وعلى الرغم من الجهود غير المسبوقة التي يبذلها الحزب الجمهوري لتقسيمنا، فقد صوتنا لقيمنا).. بينما مارس المتحدث باسم الائتلاف اليهودي الجمهوري، سام ماركشتاين، النفاق الصهيوني، بقوله، إن الأصوات اليهودية ساعدت في وضع ترامب في الصدارة في عدد من الولايات المتأرجحة، لكن دون تقديم أدلة، (كان الأمريكيون اليهود جزءًا رئيسيًا من التحالف الفائز في الفوز التاريخي للرئيس دونالد ترامب الليلة الماضية ـ بما في ذلك مستويات الدعم القياسية في ولايات ساحة المعركة الرئيسية مثل نيفادا، والتي لم يفز بها جمهوري منذ عشرين عامًا - بالإضافة إلى فلوريدا وأريزونا وجورجيا وبنسلفانيا).. وقال ماركشتاين، (إن التصويت اليهودي المؤيد لإسرائيل مهم، وهذا هو السبب، في أن المؤتمر اليهودي الجمهوري والرئيس ترامب، بذلا جهودًا متضافرة لتحريك المزيد من الأمريكيين اليهود إلى الحزب الجمهوري في هذه الانتخابات، واستضافة فعاليات كبرى مع المجتمع اليهودي في جميع أنحاء البلاد!!)..
●●●
ومع هذا، ابتهج رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بفوز دونالد ترامب في الانتخابات، حيث راهن على إعادة ضبط العلاقات مع واشنطن، ومتابعة أهدافه المتطرفة في الحرب متعددة الجبهات في البلاد، كما قال شيرا روبين وميريام بيرجر وكلير باركر، في (واشنطن بوست). وهنأ نتنياهو ترامب على (أعظم عودة في التاريخ)، في منشور له، عندما أصبحت نتائج النتخابات حاسمة وواضحة، وقبل أن يقوم الكثيرون بإجراء بتهنئة ترامب، مشيدًا بعودته إلى البيت الأبيض باعتبارها (بداية جديدة لأمريكا، وإعادة التزام قوية بالتحالف العظيم) بين الولايات المتحدة وإسرائيل.. وفي وقت لاحق، تحدث الرجلان هاتفيًا، واتفقا على (العمل معا من أجل أمن إسرائيل)، ومناقشة (التهديد الإيراني)، وفقا لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء.. في حين هتف إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي اليميني المتطرف في حكومة نتنياهو، في خطاب أمام الكنيست،("حان الوقت لتحقيق نصر كامل)، مضيفًا أنه واثق من أن ترامب سيتفق (وجها لوجه) مع إسرائيل بشأن (جميع أنواع القوانين) التي يحاول تمريرها، بما في ذلك عقوبة الإعدام للفلسطينيين المدانين بالإرهاب.. واحتفل يسرائيل جانتس، رئيس مجلس يمثل المستوطنين الإسرائيليين في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، باللحظة باعتبارها، (فرصة تاريخية لحركة الاستيطان)، التي حققت بالفعل مكاسب كبيرة، منذ عودة نتنياهو إلى السلطة عام 2022.
في جميع أنحاء إسرائيل، البلد الذي يعاني من أطول حرب على الإطلاق، وتعصف به الأزمات الداخلية، تنفس الكثيرون الصعداء عند سماع أنباء انتصار ترامب الساحق.. ومع سقوط الصواريخ مرة أخرى على شمال إسرائيل وتل أبيب، مما أجبر الآلاف على الدخول في الملاجئ، كان هناك تفاؤل بين الصقور، بأن ترامب سيسمح لإسرائيل بمواجهة إيران بشكل مباشر أكثر.. وأعربت أصوات أكثر اعتدالًا عن أمله في أن يدفع نتنياهو أخيرًا إلى إنهاء حروب البلاد، وإعادة رهائنها إلى الوطن، الذين يعانون الظروف القاسية في غزة.
إن الأحلام المتضاربة، وحتى المتناقضة، لأمة منقسمة تتحدث عن عدم القدرة على التنبؤ بترامب ـ الذي حث نتنياهو في الوقت نفسه على (القيام بما عليك القيام به) في ساحة المعركة، بينما وعد مؤيديه بأنه سينهي الحروب الخارجية ـ والرؤية الاستراتيجية الضبابية لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول خدمة، الذي تعهد بالنصر الكامل دون تحديد المصطلح.. يعتقد نتنياهو أنه (الآن الرابح الأكبر على جميع الجبهات)، هكذا قال جيل تالشير، أستاذ العلوم السياسية من الجامعة العبرية، الذي هو على اتصال وثيق مع أعضاء مؤسسة الدفاع الإسرائيلية.. وقال يوئيل جوزانسكي، وهو مسئول سابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إن ملايين الإسرائيليين يعتقدون في الوقت نفسه، أن بقاءهم القومي على المحك ـ حيث يواجه جيشهم حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، وإيران ووكلائها في جميع أنحاء المنطقة ـ وأن نتنياهو قد يكون غير قادر على ترجمة المكاسب العسكرية إلى أمن طويل الأجل.
وعلى الرغم من أن العديد من الإسرائيليين يقدِّرون الدعم العسكري والسياسي، غير المشروط، الذي قدمه الرئيس جو بايدن، منذ هجمات السابع من أكتوبر، يعتقد الكثيرون أن بلادهم ستكون أفضل حالًا في عهد ترامب، (هناك شعور في الشرق الأوسط، بأن ليونة بايدن تجاه إيران، ومحاولاته في العامين الأولين للتوصل إلى اتفاق نووي، هي جزء من سبب شعورهم بالجرأة، وبشكل غير مباشر، شعر وكلاؤهم أيضًا بالثقة).. ولكن في حين أن ترامب يمكن أن يسمح لإسرائيل بملاحقة طهران بقوة أكبر، قال المحللون، فإنه يمكن أن يُصر أيضًا على أن نتنياهو (يُنهي القتال في غزة ولبنان، بحلول الوقت الذي يؤدي فيه اليمين الدستورية في العشرين من ينايرالقادم)، كما كتب نداف تمير، الدبلوماسي الإسرائيلي السابق والمدير التنفيذي الحالي لمجموعة الضغط J Street في واشنطن، في صحيفة )هآرتس( العبرية، الذي أضاف أن مثل هذه الدفعة، يمكن أن تعمق المُستنقع الاستراتيجي الإسرائيلي، لأنه (على عكس الحكومة الديمقراطية، فإنه لا يعمل على خلق بديل دبلوماسي، ليحل محل حزب الله وحماس).
ولا تزال رؤية ترامب للشرق الأوسط سؤالًا مفتوحًا.. وخلال حملته الانتخابية، دعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، بينما كان يتودد إلى الناخبين العرب والمسلمين، الذين خاب أملهم من سياسة إدارة بايدن تجاه غزة.. ولديه علاقة عمل قوية مع العائلة المالكة السعودية، التي تأمل إسرائيل، منذ فترة طويلة، أن توافق على اتفاق تطبيع، لكن الرياض تُطالب الآن بمسار مُعلن لإقامة دولة فلسطينية كجزء من الثمن..و في خطاب النصر الذي ألقاه، عندما حاصرت القوات الإسرائيلية أحد آخر المستشفيات المتبقية في شمال غزة، وشنت غارات جوية في جميع أنحاء شرق لبنان، تعهد ترامب بأنه (سيوقف الحروب).. وبينما تحدى نتنياهو بايدن علنًا في مناسبات عديدة خلال العام الماضي، مما أدى إلى انهيار العلاقة الشخصية الطويلة الأمد بينهما، قال جوزانسكي، إنه قد يواجه صعوبة أكبر في التصدي لمطالب الرئيس المنتخب ترامب، (سيكون لترامب تأثير أكبر بكثير على نتنياهو، وربما يكون قادرًا على ثنيه، لأنه سيكون من الصعب على نتنياهو مواجهة ترامب).
وفي أوساط القيادة الفلسطينية المُنقسمة، هناك قلق عميق من تهميش قضيتهم مرة أخرى.. فخلال فترة ولاية ترامب الأولى، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وعكس الموقف الأمريكي بشأن شرعية المستوطنات الإسرائيلية، وأصدر اقتراح سلام ركز على الأولويات الإسرائيلية، ولم يقدم التزامًا واضحًا بإقامة دولة فلسطينية.. وقال محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، إنه يطمح إلى (العمل مع الرئيس ترامب من أجل السلام والأمن في المنطقة)، وشدد على (التزام شعبنا بالسعي لتحقيق الحرية وتقرير المصير وإقامة دولة، وفقًا للقانون الدولي).. بينما قالت حماس، التي لا تزال تسيطر على معظم أنحاء غزة التي مزقتها الحرب، في بيان، إنها ستحتفظ بالحكم على الإدارة الأمريكية حتى ترى (السلوك العملي للرئيس تجاه شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة وقضيته العادلة).. وأوضحت حماس، أن الولايات المتحدة دعمت إسرائيل باعتبارها (شريكًا كاملًا في قتل عشرات الآلاف من شعبنا، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن).. ويعتبر رجا الخالدي، المدير العام لمعهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني، ومقره رام الله، إن نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية لا تقدم أي أمل للفلسطينيين، (لا يمكننا أن نرى أي سبب للتغيير نحو الأفضل في عهد ترامب)، متوقعًا أن تجلب الأشهر المقبلة (المزيد من الموت والدمار في غزة، والقيود في الضفة الغربية، وزيادة الفقر، وارتفاع البطالة).
ووصف معين رباني، وهو زميل غير مقيم في مركز قطر للدراسات الإنسانية والصراعات، ترامب بأنه (ورقة رابحة)، قائلًا إنه قد يدعم السياسات الإسرائيلية اليمينية المتطرفة المثيرة للجدل، ولكن ذات الشعبية المتزايدة، مثل ضم الأراضي الفلسطينية، لكنه قد يفقد أيضًا الاهتمام بالمنطقة، (الفرق بين إدارة ترامب وهاريس، هو أن هاريس لديها نوع من الالتزام المبدئي تجاه إسرائيل، وكل شيء يخضع لذلك.. بينما بالنسبة لترامب لم يكن يهتم كثيرًا بإسرائيل والفلسطينيين، أو أي شيء أو أي شخص آخر، بشرط أن يخدم ذلك مصالحه).. بالنسبة لنتنياهو، الذي طالما ادعى النُقاد أنه مدفوع بشعور مماثل بالمصلحة الذاتية، فإن فوز ترامب هو انتصار شخصي له أيضًا، وفقًا لطلشير، العالم السياسي، (مدار القادة الشعبويين الذين ينتمي إليهم نتنياهو وترامب ويقودونهم معًا.. ويحاولون أخذ الديمقراطيات الليبرالية إلى غاياتها الاستبدادية).
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.
0 تعليق