في خطوة تعكس توجه الدولة المصرية نحو تحقيق أهداف التنمية الصناعية وتعميق وتوطين التصنيع المحلي، انطلقت  أمس فعاليات النسخة الثالثة من الملتقى الدولي السنوي للصناعة، الذي ينظمه اتحاد الصناعات المصرية ويرعاه الرئيس عبد الفتاح السيسي  . 
يمثل هذا الملتقى خطوة مهمة في مسار التنمية الصناعية لمصر. فهو ليس فقط حدثًا يعرض الابتكارات، بل أيضا منصة استراتيجية لتحقيق أهداف طويلة المدى تشمل توطين الصناعات، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتعزيز تنافسية المنتجات الوطنية. ومع استمرار الجهود المبذولة من كافة الأطراف المعنية  على طريق النهضة الصناعية المصرية، يمكن القول إن مصر تمضي قدمًا نحو تحقيق رؤيتها في أن تصبح مركزًا صناعيًا إقليميًا بارزًا.
تمحورت فعاليات المعرض حول تعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص لدعم التصنيع المحلي وهو الحلم الدائم  عند عموم  المصريين بأن تتحول مصر لدولة صناعية كبرى تغطي صناعاتها  لتأخذ مصر مكانتها بين الدول الصناعية الكبرى  . 
وكخطوة مهمة  تهدف للربط بين الدولة والمصنعين والموردين  شاركت جهات حكومية عديدة مثل وزارة الصناعة، ووزارة النقل، والكهرباء والطاقة المتجددة، وقطاع البترول في أجنحة المعرض لعرض احتياجاتها من قطع الغيار والمكونات الاساسية، مما يسهل على الموردين المحليين دراسة إمكانيات التصنيع المحلي، وهى الخطوة الاهم في توطين الصناعات والتقليل من الإستيراد كما قال الفريق مهندس كامل الوزير، نلئب رئيس الوزراء  وزير الصناعة والنقل، أن المبادرة تهدف إلى توفير العملة الصعبة وتعزيز تنافسية المنتجات المصرية، مع التركيز على تصنيع قطع الغيار المطلوبة في الوزارات والهيئات الحكومية محليًا
أبرز ما تميز به المعرض في دورته الثالثة الحالية  هو مشاركة وزارة التربية والتعليم بجناحها الخاص الذي سلط الضوء على الجهود المبذولة لتطوير التعليم الفني. 
كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي على أهمية ربط المدارس الفنية بالقطاع الخاص لضمان مواءمة المناهج الدراسية مع احتياجات سوق العمل. ومع وجود 1900 مدرسة فنية و82 مدرسة تكنولوجية، تعمل الدولة على إعداد جيل جديد من العمالة الماهرة التي تساهم في دفع عجلة الاقتصاد.
ولتأكيد الرؤية الشاملة للدولة لتهيئة جيل قادر على الابتكار والتفاعل مع تطورات السوق العالمية  ادار رئيس الوزراء بنفسه  حوارات مع الطلاب، واستمع إلى تجاربهم في تطبيق المناهج الدراسية على مشروعات واقعية. 
كما خصص المؤتمر أجنحة خاصة للابتكارات التكنولوجية، حيث برزت شركات مثل "يونيفرسال للتحول الرقمي" و"أريا للحلول الذكية" في تقديم حلول متقدمة لتعزيز التحول الرقمي في الصناعة.
يظهر هذا الاهتمام المتزايد بالتكنولوجيا التزام الدولة بتطوير قطاع الصناعة ليواكب المتطلبات الحديثة ويحقق تنافسية أعلى على المستوى الدولي، وكل ما سبق يؤكد اننا نسير على الطريق الصحيح وأن القادم افضل  .