المستطيل الأسود.. "الدستور" تحقق فى حالات الموت المفاجئ للاعبين - نبأ العرب

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المستطيل الأسود.. "الدستور" تحقق فى حالات الموت المفاجئ للاعبين - نبأ العرب, اليوم السبت 23 نوفمبر 2024 09:12 مساءً

جاءت وفاة محمد شوقى، لاعب فريق كفرالشيخ، بعد تعرضه إلى توقف مفاجئ لعضلة القلب خلال مباراة فريقه ضد مركز شباب القزازين، فى دورى القسم الثانى- لتضاف إلى سلسلة من الحوادث المأساوية التى شهدتها الملاعب المصرية فى السنوات الأخيرة. 

فقبل وفاة «شوقى» بشهور، وتحديدًا فى يوليو الماضى، تعرض الوسط الكروى إلى صدمة كبيرة، عندما توفى أحمد رفعت، نجم فريق مودرن سبورت، بعدما سقط فى أرض الملعب بشكل مفاجئ، خلال إحدى مباريات فريقه ببطولة الدورى، وكان السبب أيضًا أزمة قلبية. 

وبينما تواصل الأندية البحث عن حلول لمواجهة هذه الظاهرة، يظل السؤال قائمًا حول مدى التزامها ومسئولى الكرة فى مصر بإجراء فحوصات طبية للاعبين، وعلى رأسها الفحص الجينى للكشف المبكر عن عوامل الخطر. 

هل تسهم هذه الحوادث فى تسليط الضوء على الإهمال الطبى وعدم فحص اللاعبين بانتظام؟ وهل تشكل تحذيرًا يدفع المنظومة ككل إلى توفير الأجهزة الطبية المتطورة فى الملاعب، مثل أجهزة إنعاش القلب؟.. هذه وغيرها أسئلة تحاول «الدستور» الإجابة عنها فى السطور التالية.

طبيب المنتخب: المشكلة الحقيقية فى عدم الالتزام بالفحوصات

 

بداية حديثنا كانت مع الدكتور محمد أبوالعلا، طبيب المنتخب الوطنى الأول لكرة القدم، الذى أكد أهمية خضوع اللاعبين إلى فحوصات طبية قبل المشاركة فى المباريات.

وأوضح «أبوالعلا» أن هذه الفحوصات تشمل الكشف عن الأمراض الباطنية، وفحص القلب، وتقييم العظام والعضلات، إلى جانب تحاليل الدم اللازمة، مؤكدًا أن هناك معايير واضحة تمنع مشاركة أى لاعب حال معاناته من أمراض أو حالات صحية معينة تستدعى الحذر، فلا يمكن مثلًا السماح للاعب يعانى من إصابة أو مرض فيروسى باللعب إلا بعد فترة علاجية مناسبة، لأن الحركة العالية قد تعرضه للخطر.

وعن التوقيت المناسب لإجراء هذه الفحوصات، قال طبيب المنتخب: «ينبغى أن تكون بشكل دورى، خاصة قبل البطولات والتجمعات الكبرى، لضمان جاهزية اللاعبين بشكل كامل، سواء من الناحية البدنية أو الصحية».

وانتقل للحديث عن المكملات الغذائية وتأثيرها، التى وصف الجدل الدائر حولها بأنه «عشوائى»، مضيفًا: «للأسف، هناك الكثير من الكلام المرسل الذى يُقال دون دراية حقيقية»، معتبرًا أن «المشكلة الأساسية والحقيقية هى عدم التزام الأندية بالفحوصات اللازمة للاعبين، لذا نجد كل فترة قصيرة لاعبًا يسقط أرضًا بشكل مفاجئ».

وبالنسبة للفحوصات الجينية، تمنى «أبوالعلا» الالتزام بالفحوصات الأساسية أولًا، قبل الحديث عن أى فحوصات أخرى، مشيرًا إلى ضرورة الالتزام بالاشتراطات الطبية المفروضة من قبل «فيفا».

 

استشارى قلب:  العوامل الوراثية والاستعداد الجينى من أبرز عوامل الخطر

 

قال الدكتور أحمد أشرف عيسى، استشارى القلب والقسطرة وطب القلب الرياضى بجامعة عين شمس، إن السكتة القلبية المفاجئة لدى الرياضيين الشباب، رغم ندرتها، تعد من أكثر القضايا الطبية إثارة للقلق.

وأضاف «عيسى»: «وفاة اللاعب محمد شوقى إثر سقوطه فى الملعب تعيد تسليط الضوء على أهمية الفحصوصات الجينية، ودورها فى الكشف المبكر عن عوامل الخطر الكامنة، فهذه الفحوصات تعد الأساس فى تشخيص الاستعداد الوراثى للإصابة بتجلطات أو تصلب فى الشرايين».

وشرح رئيس الجمعية المصرية الإفريقية لأبحاث وأمراض القلب: «تُظهر هذه الفحوصات ما إذا كان الشخص يحمل خللًا جينيًا يزيد من احتمالية حدوث هذه المشكلات عند التعرض لعوامل خارجية، مثل الإجهاد البدنى الشديد، أو فقدان كميات كبيرة من السوائل».

وأفاد بأن أحد الأسباب الرئيسية للسكتة القلبية المفاجئة لدى الرياضيين يتمثل فى الجلطات الدموية، خاصة فى الشريان التاجى، الذى يغذى عضلة القلب، وهذه الجلطات قد تكون ناتجة عن استعداد وراثى أو خلل جينى يؤثر على عملية تجلط الدم، وهو ما يحدث حتى فى الأعمار الصغيرة».

ونبّه إلى أن هناك حالات نادرة تتعلق بعيوب خلقية، مثل خروج الشريان التاجى من مكان غير طبيعى، أو مرور الشريان التاجى داخل عضلة القلب، ما يؤدى إلى تقلصات شديدة أثناء الانقباض والانبساط، وهذا يُسبب توقف عضلة القلب. وأضاف: «أسباب توقف القلب المفاجئ تشمل اضطراب ضربات القلب، ونقص السوائل، ومجهودًا بدنيًا عقب تناول الطعام، واختلال نسب الصوديوم والبوتاسيوم، والأزمات القلبية، والتهابات عضلة القلب».

 

استشارى تأهيل إصابات:  غياب الكوادر الطبية المؤهلة وأجهزة الصدمات الكهربائية «كارثة»

 

أكد الدكتور منير عبدالرازق الدعدر، استشارى، مدير المركز الألمانى لتأهيل الإصابات والتغذية، أن وجود مشكلات كبيرة فى النظام الطبى الرياضى المصرى هى السبب فى تكرار حالات الوفاة المفاجئة بين اللاعبين.

وأوضح «الدعدر»: «حالات الوفاة ليست حوادث، ليست حالات فردية، بل هى نتيجة لخلل هيكلى فى النظام، بدءًا من نقص الكوادر الطبية المؤهلة فى الأندية، وصولًا إلى غياب نظام تأمين صحى شامل للاعبين». 

وقال: «المشكلة تكمن فى عدة نقاط رئيسية، منها أن اللاعب لا يجد من ينظم له السلوك اليومى والأنظمة والعادات الغذائية، فضلًا عن أن معظم الأندية، خاصة فى دورى المظاليم، مثل نادى كفرالشيخ، لا يمتلك كوادر طبية مؤهلة للتعامل مع الإصابات الرياضية».

وشدد على أنه «لا بد من وجود تأمين صحى شامل للاعبين يضمن حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة فى حالة الإصابة أو المرض، فضلًا عن توفير التجهيزات الطبية، مثل أجهزة الصدمات الكهربائية، التى قد تكون حاسمة فى إنقاذ حياة اللاعب فى حالة توقف القلب المفاجئ».

وأشار إلى أنه من ضمن الأسباب، أيضًا، عدم الالتزام بالبروتوكولات الطبية فى التعامل مع الإصابات الرياضية، ما يؤدى إلى تفاقم المشكلة، مطالبًا بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه المشكلة، من بينها تدريب الكوادر الطبية العاملة فى الأندية على أحدث الطرق فى التعامل مع الإصابات الرياضية، وإنشاء نظام تأمين صحى شامل للاعبين يغطى جميع النفقات الطبية، وتوفير التجهيزات الطبية اللازمة فى جميع الأندية، خاصة أجهزة الصدمات الكهربائية.

 

إخصائى تحاليل:  «الفحص الجينى» مهم للتنبؤ بالمرض والوقاية

 

نصح حمادة فوزى، إخصائى تحاليل طبية بمجموعة مستشفيات كبرى، بخضوع اللاعبين إلى الفحص الجينى، أو ما يطلق عليه «البصمة الوراثية»، والذى يوفر بيانات شاملة عن الصفات الوراثية لكل شخص.

وأضاف «فوزى»: «الفحص الجينى يكشف خريطة جينية كاملة للشخص، بما فى ذلك احتمالية الإصابة بأمراض معينة، والتحولات الجينية المرتبطة بالطول أو لون العين أو الشعر، أو أى معلومات وراثية أخرى».

فى الوقت ذاته، أشار إلى أن التطبيق العملى لهذه الفحصوصات فى المجال الرياضى لا يزال غامضًا، فالمعلومات المتوافرة حول دورها فى تحسين الأداء الرياضى، أو الوقاية من الإصابات، ليست واضحة أو دقيقة بشكل كافٍ حتى الآن.

 

أستاذ تأهيل رياضى:  التشخيص المبكر يكشف أى اعتلالات قلبية

 

كشف الدكتور عبدالباسط صديق، أستاذ علاج الإصابات والتأهيل الرياضى فى جامعة الإسكندرية، عن أن أسباب الموت المفاجئ للرياضيين عديدة، مثل اعتلال عضلة القلب، وتشوهات الشرايين التاجية، والضغوط النفسية والإرهاق البدنى. وشدد «صديق» على ضرورة التشخيص المبكر للكشف عن الاعتلالات القلبية، باستخدام تقنيات مثل الرنين المغناطيسى والتصوير بالموجات فوق الصوتية، مع أهمية إجراء فحوصات دورية، ووجود إشراف طبى مستمر، وتوفير الإسعافات اللازمة أثناء المباريات، على أن يكون ذلك بالتزامن مع اتباع الرياضيين ممارسات صحية معينة، مثل الراحة والتغذية المتوازنة وتجنب التدخين.

 

مدير الكرة لـ«البنك الأهلى»:  الشراكات بين الأندية الصغيرة والمراكز الطبية «ضرورية»

 

قسم الكابتن سامى الشيشينى، مدير الكرة فى فريق نادى البنك الأهلى، الإصابات الرياضية إلى إصابات عضلية وأخرى فى العظام، مثل تمزق العضلات الخلفية، وصولًا إلى الإصابات الكبيرة كتمزق الرباط الصليبى أو الغضروف، والتى قد تتطلب شهورًا للعلاج.

وفيما يخص الفحوصات الدورية، قال إنها تشمل اختبارات شاملة على القلب والدم ووظائف الكبد والكلى قبل انطلاق الموسم، مشيرًا إلى أن الفرق الكبرى تمتلك إمكانات لتوفير أجهزة طبية متطورة وأطباء مختصين، على عكس أندية الدرجة الثالثة والرابعة التى تعانى من نقص الموارد، ما يؤثر سلبًا على قدرة اللاعبين على التعافى. 

وأعرب عن قلقه من أن اللاعبين أحيانًا يعودون بسرعة إلى الملاعب بعد الإصابات دون اكتمال العلاج، ما يعرضهم لإصابات متكررة، لافتًا إلى غياب الشراكات بين الأندية الصغيرة والمراكز الطبية المتخصصة.

وقال: «هذا الوضع يتطلب تدخلًا من وزارة الشباب والرياضة لتوفير الفحوصات بشكل رمزى أو مجانى»، مؤكدًا ضرورة الالتزام بالسلوكيات الصحية للاعبين، ومعربًا عن أسفه لاستخدام البعض لمكملات غذائية ومنشطات بدلًا من الاعتماد على التغذية الطبيعية. وشدد على أن الأساس فى تجنب إصابات هو الالتزام بالنوم الجيد، والتدريبات المناسبة، والابتعاد عن العادات الضارة.

 

متحدث «الشباب والرياضة»:  إلزام الأندية بـ«التحليل الجينى»

 

أعلنت وزارة الشباب والرياضة، على لسان متحدثها محمد الشاذلى، تعليقًا منها على أزمة الوفيات المفاجئة للاعبين، عن إلزام الأندية بتوفير جهاز صدمات لإنعاش القلب فى الملاعب، وليس فقط داخل سيارات الإسعاف، مشيرًا إلى أن بعض الأجهزة المتقدمة قد لا يكون موجودًا فى السيارات. 

وأكد «الشاذلى» أن الوزارة طلبت من الهيئات الرياضية توفير «الملف الطبى» للاعبين، الذى يتضمن تاريخهم الصحى وتفاصيل عن حالات صحية فى العائلة أو الأدوية التى يتناولونها، كاشفًا عن تطبيق التحليل الجينى على ٧٣ لاعبًا لتحديد المخاطر الصحية المحتملة، بهدف توسيع هذا النظام ليشمل جميع الرياضيين فى مصر.

 

استشارى تغذية علاجية:  الأنظمة الغذائية القاسية تزيد من المخاطر 

 

شدد الدكتور رامى صلاح الدين، استشارى التغذية العلاجية، على أن الأنظمة الغذائية القاسية التى يتبعها بعض اللاعبين قد تؤدى إلى زيادة المجهود على القلب، ما قد يسبب مشاكل صحية على المدى البعيد، موضحًا أن «الاعتماد على مكملات الطاقة الغذائية بشكل مفرط قد يشكل تهديدًا للجسم. وأشار إلى أن النظام الغذائى المثالى للاعبين يضم تركيزًا عاليًا من الكربوهيدرات، تصل إلى ٦٠٪ من احتياجهم اليومى، بينما يأتى البروتين فى المرتبة الثانية بنسبة ١٥-٢٠٪، وتكون الدهون فى النهاية بنسبة أقل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق