انخفضت أسهم شركة إنفيديا (Nvidia ) بنحو 2 في المائة في تداولات ما بعد ساعات العمل يوم الأربعاء بعد أن نشرت شركة صناعة الرقائق الذكية أرباحًا ربع سنوية تجاوزت التقديرات ولكنها فشلت على ما يبدو في إقناع المستثمرين بأنها يمكن أن تحافظ على النمو الهائل الأخير الذي جعلها واحدة من أكثر الشركات قيمة في العالم، حسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن أعمال شركة إنفيديا، التي تستمد إيرادات كبيرة من الصين وتعتمد على شركة Taiwan Semiconductor Manufacturing  لبناء رقائق GPU الخاصة بها، تواجه حالة من عدم اليقين المحتمل في ظل سياسات التجارة المستقبلية للرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي اقترح فرض تعريفات جمركية شاملة على جميع السلع المستوردة وقال: إن تايوان "سرقت أعمال الرقائق لدينا".

وأعلنت إنفيديا عن إيرادات بلغت 35.1 مليار دولار أمريكي للربع الثالث المنتهي في 27 أكتوبر، بزيادة 94% عن نفس الفترة من العام الماضي. وتتوقع الشركة حوالي 37.5 مليار دولار أمريكي في الإيرادات في الربع القادم.

تعد إنفيديا أكبر مورد للرقائق التي تعمل على تشغيل أدوات الذكاء الاصطناعي المولدة مثل ChatGPT من OpenAI ومراكز البيانات المتعطشة للطاقة. 

ويمكن أن تستفيد الشركة من وعود ترامب بتمكين تطوير الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، حيث من المتوقع أن يلغي الرئيس الأمريكي المنتخب أمرًا تنفيذيًا صدر في عهد بايدن قال إنه "يعيق" ابتكار الذكاء الاصطناعي، وقال إن سياساته في مجال الطاقة ستساعد في تلبية الطلب الهائل على الطاقة في مراكز البيانات.

وسُئل مؤسس شركة إنفيديا والرئيس التنفيذي جينسن هوانج في مكالمة مع المستثمرين يوم الأربعاء عن التأثيرات المحتملة على شركته لأي تعريفات جمركية يفرضها ترامب، وهو السؤال الذي أثاره أيضًا بعض المحللين. قال هوانج: "مهما قررت الإدارة الجديدة، فإننا بالطبع سندعم الإدارة".

أنشأت إنفيديا في الأصل شرائح  GPU، أو وحدات معالجة الرسومات، لتقديم رسومات ألعاب الفيديو. لا تزال رائدة في هذا السوق ولكنها تحولت أيضًا للتركيز على الذكاء الاصطناعي بعد ظهور منتجاتها باعتبارها حاسمة لتكنولوجيا التعلم الآلي التي تعمل على تشغيل قدرات مثل التعرف على الصور والروبوتات الدردشة.

إنفيديا تهيمن على سوق شرائح الذكاء الاصطناعي

وتهيمن الشركة الآن على سوق شرائح الذكاء الاصطناعي بقيمة سوقية تزيد عن 3 تريليون دولار. ومن المتوقع بشدة أن تكون تقارير أرباحها بمثابة مقياس لصناعة التكنولوجيا وآفاق تطوير الذكاء الاصطناعي ومعنويات السوق الأوسع.

أسهم إنفيديا هى واحدة من الطرق القليلة التي وجدها المستثمرون الهواة للاستفادة بشكل مباشر من الضجة حول الذكاء الاصطناعي، حيث أن العديد من شركات الذكاء الاصطناعي هي شركات ناشئة خاصة.

وقال دان إيفز، رئيس أبحاث التكنولوجيا العالمية في  Wedbush Securities، إن أحدث أرباح إنفيديا أظهرت أن أعمالها تبدو قوية. "هذه الرقائق هي الذهب والنفط الجديد".

وقال محللون آخرون إن الشركة قد تواجه تحديًا من المنافسة من قبل شركات تصنيع الرقائق الأخرى وقيود العرض على إنتاج شريحة بلاكويل من الجيل التالي من إنفيديا. 

قال محلل eMarketer جاكوب بورن: "هناك مجال ضئيل للخطوات الخاطئة في التنفيذ في عام 2025".