422 عامًا مرت على افتتاح مكتبة بودلي، إذ تم تأسيسها في العام 1602، بعد أن شهدت تدهورا كبيرا وصل إلى بيع الكثير من أثاث المكتبة وضياع أكثر المخطوطات التي قدمها "الدوق همفري" حتى لم يبق منها سوى ثلاثة كتب، واستمر ذلك حتى عام 1598.

وتعد مكتبة بودلي هي المكتبة البحثية الرئيسية في جامعة أكسفورد، وأحد أقدم المكتبات في أوروبا، وثاني أكبر مكتبة في بريطانيا بعد المكتبة البريطانية، كما أنها أحد مكتبات الإيداع المعتمدة للأعمال التي تنشر في المملكة المتحدة، ومخولة بالحصول على نسخة من كل كتاب ينشر في جمهورية أيرلندا.

وتختص مكتبة بودلي بشكل أساسي بالمراجع والتعامل مع المكتبة يكاد يكون مستحيلا، ولا يسمح بالاستعارة إلا في مجال ضيق أو عن طريق المكتبات الأخرى التابعة لها، وهو بناء مُدرج بالدرجة الأولى، وتشتمل في الوقت الراهن على ما يزيد عن 8 ملايين مادة تغطي مسافة 117 ميلا من الرفوف.

مراحل تطور مكتبة بودلي

في القرن السادس عشر شهدت المكتبة تدهورا كبيرا واستمر ذلك حتى 1598، حيث ازدهرت المكتبة مرة أخرى ويعود الفضل في ذلك إلى توماس بودلي الذي راسل نائب رئيس جامعة أكسفورد يعرض عليه تقديم الدعم والتمويل لتطوير مكتبة الجامعة وإحيائها، ملتزما بتقديم ما يلزم لإعادة المكتبة إلى وضعها الصحيح الذي كانت عليه فيما سبق.

وبالفعل لقيت هذه المبادرة ترحيبا من مسؤولي الجامعة وتم إعادة افتتاح مكتبة الدوق هامفري وتبرع "بودلي" بمجموعة كبيرة من كتبه الخاصة لتوضع فيها، واستمرت أعمال الترميم وتزويد الجامعة بالكتب والأثاث حتى تمت إعادة افتتاحها في 8 نوفمبر لعام 1602 تحت اسم "مكتبة بودلي" وتعرف رسميا بجامعة بودلي، وتوسعت المكتبة من ذلك الحين وكانت أول عملية توسعة بين عامي 1610 و1612، ثم شهدت توسعة جديدة بين 1634 و1637.

الوضع الحالي لمكتبة بودلي

يتبع لمكتبة بودلي حاليا العديد من المباني بالإضافة إلى تسع مكتبات حول أكسفورد مرتبطة بها، وهي: مكتبة بودلي اليابانية، مكتبة بودلي للقانون، مكتبة مركز الدراسات الهندية، مكتبة الدراسات الشرقية، مكتبة كلية الفلسفة، مكتبة ساكلر، مكتبة بودلي للدراسات الإفريقية ودول الكومنولث، مكتبة فير هارمسورث.

ومن الأمور التقليدية في مكتبة بودلي أن القراء الذين يدخلون للمكتبة أول مرة يتوجب عليهم التوقيع على تعهد للمحافظة على مقتنيات المكتبة وعدم التدخين أو إشعال أي شيء داخلها والتقيد بجميع التعليمات التي تحددها المكتبة، وقد كان هذا التعهد يتم شفويا في الماضي وما زال حتى اللحظة ممكنا لمن يرغب في أن يتلو هذا التعهد شفاها أمام لجنة المكتبة أن يفعل ذلك عند بداية الفصل الدراسي في جامعة أكسفورد.