نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الكاتب أحمد قرني يثير قضية تطور صورة البطل في أدب الطفل المعاصر - نبأ العرب, اليوم الجمعة 15 نوفمبر 2024 12:48 مساءً
تحدثت الدكتورة شهيرة خليل، رئيسة تحرير مجلة سمير، خلال ندوة "سمات البطل فى أدب وفنون الطفل"، والتي أقيمت بالمجلس الأعلى للثقافة، عن انعكاس سمات البطل فى أدب الطفل على تشكيل وعي الأطفال، مستشهدة بتجربة مجلة "سمير" التى قدمت نماذج إيجابية للأطفال على مر السنين.
ضرورة التنبه إلى المحتوى الذي يقدم للطفل
وأشارت "خليل" إلى أن أبطال مجلة "ميكى" وغيرها من الإنتاجات الغربية فى مجال أدب الطفل والرسوم المتحركة وما شابه، قد نجح في ترك بصمة عميقة في أذهان أجيال متلاحقة بصورة لافتة، إلا أنها حذرت من أن بعض هذه النماذج -فى الآونة الأخيرة بشكلٍ خاص- قد تحمل قيمًا لا تتوافق مع مجتمعاتنا الشرقية؛ فبينما نستمتع بحكايات هذه الشخصيات الخارقة التى يحبها الأطفال كافة، يجب أن نكون حذرين من الرسائل الضمنية التى قد تحملها، والتى غالبًا ما تتسلل وتُمرر إلى عقول الأطفال بشكل غير مباشر، بل وصارخ فى بعض الأحيان، لذا فمن الضرورى أن ننتبه إلى المحتوى الذى يتعرض له أطفالنا، وأن نختار لهم ما يتناسب مع تراثنا وقيمنا الشرقية فى المقام الأول.
تطور صورة البطل في أدب الطفل المعاصر
وبدوره، تحدث الكاتب أحمد قرنى مثيرًا قضية تطور صورة البطل فى أدب الطفل المعاصر؛ حيث أشار إلى مسألة تأثر الكتاب بالأحداث العالمية المؤلمة؛ فبعد أن كان البطل يتمتع بصفات مثالية، نراه اليوم يعكس معاناة واقعية.
كما نجد فى رواية: "من أخذ العربة" للكاتبة ماريا دعدوش، ورواية: "سر الزيت" للأديب الفلسطينى وليد دقة الذى اعتقل بواسطة قوات الكيان الصهيونى منذ سنوات طوال، لذا فهذه الرواية تنتمى لما يُطلق عليه أدب السجون الفلسطينى، ونجد أن بطلها هو الطفل (جود) الذى يستعين بأصدقائه الحيوانات، وبشجرة الزيتون هذا الرمز الفلسطينى الشهير، لكى يتخفى حتى يتمكن البطل فى نهاية المطاف من زيارة أبيه السجين وسط حراسة العدو المشددة، وتابع حديثه منتقلًا إلى بصمة الثورة الرقمية والتقنية على أدب الطفل، مستشهدًا برواية الكاتب الكبير الراحل يعقوب الشارونى: "سفن الأشياء الممنوعة"، التى تدور حول صراع التكنولوجيا مع الإنسانية، كما استشهد برواية الكاتب عمر طاهر: "حكاية طائر الفلامنجو" التى صورت معاناة الإنسان المعاصر فى قالب أدبى جذاب.
وأوضح فى مختتم حديثه، أن هذه التحولات فى أدب الطفل تعكس تطورًا ملحوظًا فى طرح القضايا المعاصرة بطريقة تناسب الأطفال، مما يعكس دور الأدب فى تشكيل وعى الطفل وتنمية تفكيره النقدى.
ومن جهته، أكد الكاتب عبده الزراع، أن فن المسرح يمثل رحلة معرفية شيقة تُغذي العقل وتنمي الروح؛ فمن خلال تجربة الوقوف على خشبة المسرح، يتعلم الأطفال الثقة بالنفس والتعبير عن أنفسهم بحرية، كما يتدربون على حل المشكلات واتخاذ القرارات الصحيحة فى لمح البصر، مما يجعلهم يمتلكون الثقة والقدرة على مواجهة تحديات الحياة المستقبلية، وقد أكدت تجارب العديد من القادة العالميين على أهمية المسرح فى صقل شخصياتهم، ولا يقتصر دور المسرح على الترفيه، بل يتعداه إلى تنمية الخيال والإبداع اللا محدود، وتقوية الذاكرة، وتعزيز مهارات التواصل الاجتماعى، وتناول فى مختتم حديثه رؤيته حول أهمية صياغة ما يحمله العصر الحديث من تقنيات متطورة فى الأعمال الفنية المنتمية إلى أدب الطفل بشكل خاص.
وأشار "الزراع" إلى أحد مؤلفاته وهو عمل مسرحى حمل عنوان؛ (كوكب سيكا)، وتدور أحداثه حول فى واحدة من قرى الصعيد؛ حيث كان يحرس مجموعة من الغفر مكوك فضائى، وتجرى الأمور إلى يدخل هؤلاء الحراس بالخطا داخله فينطلق بهم ويأخذهم إلى كوكب سيكا الذى كان ينتظر قدوم علماء لاستكشافه؛ فيجد المشاهد هؤلاء الحراس بزيهم التقليدى يعتمرون العمامات والجلابيب وفوق منها بزات الفضاء فى مشهد طريف جدًا، وتتعد المواقف الكوميدية الأخرى وصولًا إلى إتمامهم هذه المهمة الفضائية على أكمل وجه، وهو فى حقيقة الأمر ما يؤكد للطفل المتلقى أن دروب النجاح تكمن فى التحلى بالعديد من القيم المهمة، مثل التعاون والمثابرة والمواجهة وعدم الاستسلام.
0 تعليق