نبأ العرب

راحت عليك يا قوقل - نبأ العرب

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
راحت عليك يا قوقل - نبأ العرب, اليوم الاثنين 18 نوفمبر 2024 08:15 مساءً

سيدي قوقل، هل أصبحت شيخا يجلس على أريكة الزمن ويكتفي بأن يروي أمجاد الماضي؟ هل نقولها بأسف أم بلا أدنى شعور؟ لقد أصبحتَ الهرم الذي نُعجب بجماله، لكن نستخدمه فقط كديكور تاريخي أو نتحدث عنه كما كنا نتحدث عن جيل الطيبين. نعم، كل الأفعال الطيبة التي فعلتها أصبحت فعلا ماضيا منصوبا، وعلامة نصبه: القِدم والروتين.

يا قوقل، كنا نراك المارد الذي لا يُقهر، والآن؟ مجرد شيخ وقور يحمل ذاكرة منسية لأيام المجد وعصا يتوكأ عليها ويهش بها على غنم المواقع المزعجة، بينما العالم يركض نحو تقنيات جديدة، سيدي قوقل نحن ننظر إليك الآن كما ننظر إلى "هاتف المنزل".

سيدي قوقل، هل ما زلت تظن أننا نحب أن نغوص في بحر من الإجابات لمجرد أننا سألناك عن شيء بسيط؟ لماذا تصر على أن تجعلنا نقرأ كل ما نحتاج وما لا نحتاج، كأننا في مكتبة عامة بلا أمين مكتبة، بلا أبواب، وبلا فهارس؟ نحن لا نبحث عن أطروحة دكتوراه، نحن فقط نريد إجابة واحدة، واضحة، مختصرة، وقليلة الكافيين!

وهل ما زلت تفخر بواجهتك الملونة البسيطة؟ تلك التي كانت رائعة في زمن الاتصال الهاتفي البطيء، وجوالات الاتصال والرسائل النصية المجزأة، لكنها الآن تُشعرنا وكأننا نفتح كتابا مدرسيا من القرن الماضي؟ يا سيدي، نحن في عصر السرعة، حتى الملل أصبح يريد السرعة اختصارا للوقت، وأنت ما زلت مصرا أن تأخذنا في جولة سياحية داخل الإنترنت، ونحن فقط نريد أن نعرف: هل "القنفذ" يعرف يسبح، وهل سبق وأن طارت سمكة؟!

سيدي قوقل، يبدو أن ضعاف النفوس قد أفسدوك تماما! صرت تعرف ما يبحث الناس عنه، وتتركهم عالقين في صفحات مليئة بالإعلانات المزعجة. يكذبون علينا بعبارات جذابة فقط لنزور صفحاتهم، وأنت ببساطة فتحت لهم الباب على مصراعيه.

يا قوقل، قبل عشر سنوات كنت بطل السرعة، تنقذنا من البحث الطويل، وتوفر لنا الإجابات بلمح البصر. لكن الآن؟ مع تسارع الزمن، ومع الذكاء الاصطناعي الذي أصبح يعرفنا أكثر مما نعرف أنفسنا، ومع هوس السرعة الذي كنت يوما ملكه، صرتَ بجدارة سلحفاة عام 2024م. للأسف، لم تعد تطاردك إشادات الإعجاب؛ بل صرنا نطاردك فقط لنصل إلى إجابة واحدة وسط حقل ألغام من الإعلانات!

سيدي قوقل، إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في تحسين نفسك قبل أن يلتهمك الذكاء الاصطناعي. لماذا لا تضيف بجانب أيقونة "البحث" أيقونة "التلخيص"، أو ربما أيقونة "البحث بالذكاء الاصطناعي"؟ أو - إن أردت خطوة جريئة - أبرم شراكة مع شركات الذكاء الاصطناعي لتبقى على قيد الحياة!

وإن لم يعجبك ذلك، فدعني أكون صريحا معك: فكر في التقاعد المبكر. نعم، الذكاء الاصطناعي مصرٌّ على أخذ مكانك، ونحن أيضا مصرّون على تركك خلفنا.

أخيرا، قد لا ترى مقالتي هذه، وهذا بحد ذاته دليل على مشاكلك! لكن ربما، فقط ربما، ستستخدم الذكاء الاصطناعي لتجدها وتتأملها، أو - من يدري - لتطور ذكاءك الاصطناعي قليلا. وإن لم تصل إليها، فلا بأس، أضف ذلك إلى قائمة مشكلاتك التي تحتاج إلى حل عاجل قبل أن يصبح الأمر مادة للسخرية العالمية.

لاحظ لم أتطرق بعد إلى فوضى التقييمات في خرائط قوقل العزيز أو مشكلات قوقل درايف والقائمة لا تنتهي! لكن لا تقلق، سأترك هذا النقاش لوقت آخر... عندما تتفرغ لحل مشكلة السلحفاة الخاصة بك.

أخبار متعلقة :